ثاني أيام اليورو سيكون هادئًا كما سيكون حال الدور الأول بأكمله تقريبًا، فمهمة كبار القارة العجوز لن تكون بتلك الصعوبة الشاقة، وستخوض مبارياتها بأريحية نسبية، ليس لأن هناك منافسين متواضعين في البطولة فحسب، بل لأن نظام البطولة “الجديد” سيحمي الكبار من الخروج المبكر حتى لو قدموا أسوأ مستوياتهم في الدور الأول، فمن أصل ست مجموعات سيتأهل الأول والثاني من كل مجموعة بالإضافة لأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث، أي أن الإقصاء من البطولة في دورها الأول لن يطول أكثر من ثمانية منتخبات فقط من أصل 24 منتخبًا مشاركًا!!.
*انجلترا x روسيا
لن تكون الاعذار مقبولة لإنجلترا هذه المرة في التعرض لفشل جديد والعجز عن اقتناص اللقب الأوروبي الأول في تاريخها والذي طال انتظاره، فتشكيلة هودسون الذاهبة لباريس تبدو الأفضل لإنجلترا ربما منذ تلك التشكيلة الفائزة بكأس العالم 1966، فهودسون في وضع يُحسد عليه بتواجد أول وثاني ترتيب هدافي البريميرليغ للموسم المنصرم كين وفاردي في قائمته، بالإضافة لبعض العناصر الصاعدة والمتألقة كنجوم توتنهام اليافعين، ألي ودير وروز.
بيد أن القائمة النهائية كانت من الممكن أن تكون أقوى من ذلك فقط لو كان يمتلك هودسون بُعد النظر التدريبي الذي يتمتع به كبار المدربين، فالنقاد والمحللون غير مقتنعين بأسباب تواجد روني في القائمة وهو الذي قدم أسوأ مواسمه على الإطلاق مع اليونايتد، ولا توجد أي مبررات لتواجد لاعب الارسنال جاك ويلشير في قائمة أفضل اللاعبين الانجليز وهو الذي لم يشارك طوال الموسم مع الغنرز بسبب إصاباته التي لا تتوقف، فما هو الأساس الذي بنى عليه هودسون اختيار ويلشير للمنتخب؟..لا أعلم بل متأكد أن لا أحد يعلم بذلك!!..ألم يكن من الأولى أن يضم هودسون بدلاً منه لاعب ليستر سيتي درينكواتر أحد أبرز نجوم الدوري الفائت والمتوج مع فريقه بلقب الدوري “التاريخي”!!.
على انجلترا الحذر جيدًا من روسيا فهي لن تكون لقمة سائغة لها، صحيح أن روسيا تفتقد لبعض العناصر المؤثرة مثل صانع الألعاب دزاجويف نجم سيسكا موسكو، بيد أن قائمة المدرب سلوتسكي تحتوي على بعض اللاعبين المميزين القادرين على مباغتة الانجليز وإحداث المفاجأة وأبرزهم شيروكوف وكوكورين!!.
عمومًا، المباراة ستكون صعبة جدًّا على الانجليز، ويصعب الرهان على فوزهم فيها رغم الأفضلية المطلقة لهم!!.
*ويلز x سلوفاكيا
هي ستكون مباراة مهمة للتاريخ، فهي ستكون الانطلاقة الأولى الرسمية لكلا المنتخبين في تاريخ بطولات كأس الأمم الأوروبية، حيث لم يسبق لهما التأهل من قبل قط، الجيل الذهبي لويلز بقيادة نجم الريال غاريث بيل ينتظر أن يطول النجاح في هذه البطولة لما هو أبعد من تسجيل الحضور فيها فحسب، فويلز قادرة على التأهل للأدوار الثانية ولعب دور الحصان الاسود في البطولة لو قدمت نفس المستويات التي ظهرت عليها في التصفيات!!.
لكن حلم ويلز قد يصطدم بواقع مرير، فسلوفاكيا المتواضعة باسمها لا تبدو كذلك على ارض الواقع، فهي قدمت مستويات كبيرة في التصفيات ونافست اسبانيا على بطاقة العبور للنهائيات، وقد فازت قبل أيام على المانيا القوية في آخر مبارياتها الاستعدادية، على بيل ورفاقه أن يحذروا من سلوفاكيا بقيادة مدربها الذكي كوزاك وما يمكن أن يقدمه سكيرتل وهامسيك وكوتشكا!!.
*سويسرا x البانيا
أكاد أجزم أن هذا اللقاء لن يهتم لأمره سوى مشجعي المنتخبين ولا سواهمها!!.. لذلك سأحترم خصوصية المنتخبَين وسأكتفي بسماع النتيجة النهائية للمباراة، فكلاهما لن يقدما ولن يؤخرا من واقع صراع المنافسة على لقب البطولة!!.