+A
A-

“الهريس”... سيد الموائد البحرينية في رمضان

لا يعلم أحد إلى أي حقبة زمنية يعود تاريخ الهريس الذي يعتبره البحرينيون وجبة ثمينة، وراقية، ولم يكن يصنع قديما إلا في شهر رمضان، والعيدين وفي “صباحية” العروسين، وبالتأكيد لدى الأغنياء طوال أيام العرس التي تمتد إلى السبعة أو الثلاثة أيام عند متوسطي الحال.
ولكن ما هي قصة الهريس؟
كان للهريس صيت تشتهي النفس ذكره بين المجتمعين، ولأن الناس في قديم الزمان لم يكونوا في الغالب من الأغنياء، إلا قلة قليلة منهم، فإن طبخ الهريس كان يقتصر على الأغنياء في معظم المناسبات، وعندما يفعلون ذلك فإنهم في العادة يبعثون بأطباق الهريس إلى كل من حولهم من الجيران، سواء كانوا على علاقة بهم أم لم تكن هناك علاقة، فالناس قديما كانوا يعرفون بعضهم بالاسم وإن لم تكن هناك صداقة أو علاقة جيرة بينهم.
في كل حارة أو منطقة من مناطق الخليج العربي هناك أناس يعرفون بين البقية بأنهم “خبراء هريس” من حيث الإتقان.
ولا يوجد بلد خليجي لا يعرف الهريس، فهذه الوجبة هي سيدة الموائد في رمضان في كل دول مجلس التعاون، وهو يطبخ أيضا للنذور، فإن أراد شخص أن ينذر نذرا، فإن الشخص، سيدة كانت أم رجلا في الغالب يقول “سوف نطبخ جدر هريس” والجدر هو القدر... وطبعا ليس أي قدر. وعندنا في البحرين يضيفون القرفة، والبعض يضيف السكر!، وهي مسألة ذوق. ولكن نحن جميعا متفقون على المناسبات التي يقدم فيها الهريس، وعلى طريقة الصنع الرئيسة، وأهم ما في ذلك الاتفاق أن الهريس يطبخ على الأقل مرة في الأسبوع في شهر رمضان لدى العائلات التي ليس لديها من يقوم بضرب الهريس، لأن حبات القمح لابد أن تختفي ولا تترك ظاهرة للعيان.
فلابد للطبق الذي يصل للناس الذين نرسل اليهم، أو للضيوف الذين يأتون لتناول القهوة أن يكون متجانساً وإلا سيقولون “هريستهم مب مضروبة عدل”.