+A
A-

شباب: “سيلفي 2” يتجاوز جميع الخطوط الحمراء

البلاد - طارق البحار
تباينت آراء الشباب من الجنسين وتفاعلهم بعد بث الحلقة الثانية “على مذهبك” من المسلسل الكوميدي على قناة MBC، والتي تناولت موضوع الشيعة والسنة، وهو من أكثر الموضوعات الحساسة التي باتت قضية كل المسلمين اليوم خصوصا بعد الأحداث الجارية في المنطقة.
وتناول المسلسل في الحلقة قصة عائلتين إحداهما تنتمي للطائفة الشيعية والأخرى تنتمي للطائفة السنية، حيث تبدّل ولداهما أثناء الولادة وتربى كل طفل في عائلة غير عائلته. بعد 25 عاماً اكتشف المستشفى الخلل الذي حدث أثناء الولادة واستدعى عائلتي الشابين وبين الخلل الذي حدث بعد التثبت بتحليل DNA، وهنا اضطر الأهل إلى استبدال أبنائهما خوفاً من اختلاط الأنساب وبعد ذلك أحداث مثيرة. يحاول القصبي في الحلقة الثانية ضم ابنه الحقيقي إلى جناحه وتعليمه مذهبه الذي تربى عليه آباؤه وأجداده وتعليمه، وبالمقابل يقوم الرجل السني بتعليم ابنه الحقيقي الدين الحنيف وهنا يتوه الوالدان بين آبائهما، بين تعلم اللطم وتعاليم الصلاة والذهاب إلى المسجد والذهاب إلى الحسينية يضيع الولدان اللذان تغيرت حياتهما رأساً على عقب!

أوفر
أمل القصاب: “يستكمل مسلسل سيلفي النقد الساخر والبناء وبصورة ربما عند البعض مبالغة خصوصا مع الموضوعات الحساسة، كالطائفية أو الإرهاب أو حتى المواضيع السعودية والخليجية العامة في المجتمع، ومنذ الأمس ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات والتغريدات حول ما جاء بالحلقة الثانية حول موضوع التعصب الديني، وفي رأيي الشخصي أجد الحلقة “أوفر” بعض الشيء لتلمسها بعض الأمور الخاصة جدا والحساسة مع أني ضد التطرف الديني أو المذهبي عموما؛ لأن التطرف الديني يسود العالم اليوم، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، والتطرف الديني موجود في كل الديانات، التطرف الديني أو التعصب، هو تعصب شخص أو جماعة لدين مُعَيَّنٍ أو حتى لمذهب في دين معين، في المجتمعات الغربية ظهرت أيضاً أحزاب وجماعات يمينية متطرفة وليست عندنا فقط، اختلطت في مفاهيمها الأفكار العنصرية والدينية والسياسية، مستغلة تَطَرُّف بعض الإسلاميين وأعمالهم الإرهابية للترويج لأفكارها وتحقيق مكاسب سياسية”.

رائع
عبدالسلام إبراهيم يقول “لم أشاهد الحلقة في القناة، لكن الكم الكبير من (الواتسابات) التي وصلتني عن الحلقة جعلتني أبحث عنها في اليوتيوب، ورأيي أن مسلسل سيلفي خصوصا في الحلقة الثانية يحاول تقريب الصورة بين السنة والشيعة التي عانت منها المنطقة مؤخرا، خصوصا بعد تطرف بعض الجهات التي باتت تصرف وتجند للتفرقة، وهنا أشد على يد الفنان السعودي ناصر القصبي في طرحه الرائع، والذي في نظري ابتعد عن المكرر ولامس الحياة العادية للمواطن الخليجي خصوصا في حلقة السنة والشيعة التي نجح فيها العام الماضي، وها هو يقدم نفس الفكرة بصورة جديدة وأقوى كثيرا من العام الماضي”.
أما عن التعصب الديني فقال: “آن للعلماء والدعاة وأهل الرأي أن يضعوا الحلول الناجعة في تخليص شباب الأمة من براثين التعصب الديني بكشف سلبياته بأي صورة، وتقديم التصور الإسلامي الصحيح فيما يعرض هنا وهناك من مقولات وتصرفات لم تعد خافية على أحد، والتصدي لها”.

خط أحمر
عادل شكر: “منذ الحلقة الأولى جاءت فكرة سيلفي مغايرة تماماً لحلقات الموسم الأول، ففي الحلقة الأولى تناول القصبي قضايا عدة أبرزها السكان ومطالب المرأة السعودية في قيادة السيارات التي لم تنجح في الحصول عليها بعد 150 عاما من الآن، وكذلك التفاخر بالأنساب وحفاظ البعض على تلك العقلية رغم التطور ومرور مئة عام، والحلقة الثانية جاءت لتواصل هذا التألق، إذ حاولت إبراز قضية شائكة ومعالجتها بصورة اجتماعية بينت أن الإنسان يولد على الفطرة، ودور الأهل في إبراز شخصية أبنائهم”.
وأضاف “الأسباب التي تؤدي إلى التعصب الديني متعددة، منها: الانحراف عن معايير العدالة والعقلانية، فكثيرون من معتنقي الأديان يؤمنون بالدين بشكل بعيد عن تحكيم العقل، وهناك أمثلة في جميع الديانات والمذاهب حتى الإسلامية منها. وحتى ولو ظهر للشخص المتعصب الحق في دين أو مذهب معين، نجده في الغالب يبقى مصرًّا على رأيه ولا يزن الآراء بميزان العدالة والعقلانية، وبالرغم من تحفظي على بعض الكلمات والتصرفات في الحلقة إلا أني أحيي القائمين على المسلسل لتجاوزهم الخطوط الحمراء التي أصبحت في عصر الديمقراطية خطرا كبيرا للتعبير، فالجرأة التي قدمها سلفي 2 تحل العديد من المشاكل أو ربما تلقي الضوء على مشكلة نحسها جميعا”..

سيلفي 2
تدور أحداث مسلسل سيلفي 2 في إطار كوميدي اجتماعي ساخر، إذ يلقي المسلسل الضوء على العديد من القضايا الإنسانية السياسية والاجتماعية المهمة.
كما يلقي الضوء على العديد من قضايا الفساد وينتقدها بشكل طريف ساخر، ويعرض قضية مهمة وهي تأخر سن الزواج بالنسبة للفتاة ونظرة المجتمع لها وإطلاق لقب “العانس” عليها. كما يناقش قضايا التعصب في الرياضة وغيرها من أمور الحياة اليومية، ويناقش أيضا عقوق الوالدين وقضية التحرش.