+A
A-

حرفيو العاصمة: لم يزرنا وفد سياحي منذ 25 سنة

البلاد - علوي الموسوي
وجه الفنان والحرفي العالمي عادل زليخ انتقاداته للإدارة المشرفة على مركز تنمية الصناعات الحرفية بالمنامة، وحمّلها فشل المركز وجعله مكانًا مهجورا لا يزوره الناس، رغم موقعه المميز في قلب العاصمة المنامة وتمتعه بكل صفات التفوق والنجاح، ورغم مرور ربع قرن على إنشائه إلا أنه بقى مركزا للعلاقات العامة ليس إلا، وغُيب دوره السياحي والثقافي.
وقال: “عندما نقارن مركز الحرف بالجسرة بمركز تنمية الصناعات الحرفية بالمنامة نرى فوارق كبيرة في الامتيازات والخدمات فحرفيو الجسرة يتمتعون بتسيير رحلات سياحية منتظمة إلى مركزهم ولا تسّير رحلات إلى مركز المنامة”.
وتابع: “يصرف راتب شهري وبدل مشاركة في كل المعارض لحرفيي الجسرة، ولكن هذا الأمر غير متوافر لحرفي مركز المنامة”، مشيرا إلى أن “أصحاب الحرف بالمنامة يطالبون بتعويضات مالية لكل السنوات الفائتة تشمل خسائرهم ومصروفات الإنتاج؛ نتيجة عدم الإنصاف أو المساواة وعدم توفير الخدمات المساندة”.
وأضاف: “إن عدم القدرة على تشغيل مركز المنامة أدى إلى انحدار شديد في دخل المشاريع الحرفية، وعليه تم تقليص عدد الحرفيين وتعثر مشاريعهم، وبالإضافة لما تقدم فإن حرفيي المنامة يدفعون أيضا فواتير الكهرباء والماء والبلدية ويدفعون 10 % من إنتاجهم كضريبة بيع ومصروفات الإنتاج، بينما لا يدفع حرفيو الجسرة كل ذلك ما يحتم على هيئة السياحة والمعارض دراسة هذه الأمور الحيوية لتعديل واقع الصناعات الحرفية في المملكة”.
وبين إن إدارة مركز الحرف تبالغ في إجراءاتها التعسفية ضد بعض الحرفيين بمنعهم من المشاركة في المعارض والعرض في صالة المركز أو مقابلة الوفود، وتفرض حصارا على مبيعاتهم منذ سنوات طويلة وحتى الآن في ظاهرة غريبة يمكن وصفها بالعربدة الإدارية في غياب سلطة الرقابة والمحاسبة.
وأشار إلى رفع أربعة من أصحاب الحرف العام الماضي خطابًا إلى وزير التجارة والصناعة والسياحة زايد الزياني طلبوا فيه تطوير عمل المركز واقترحوا توفير إدارة فاعلة لتنظيم وتطوير العمل الحرفي وجعله من الصناعات ذات القيمة المضافة.
وأشار إلى إن الطلبات شملت أيضا دعم أصحاب الحرف وتسويق منتجاتهم وجعل المركز وجهة سياحية تفتح للزائرين وأصحاب الأعمال على فترتين صباحية ومسائية.
ولفت إلى أن الوزارة أجهضت هذه المقترحات أو التوصيات القيمة كالعادة نتيجة سلبية المسؤولين ومحدودية فهمهم الحقيقي للعملية الثقافية، ومصلحة البلد.
ووصف الإدارة الحالية المشرفة على المركز “بعدم الكفاءة والنزاهة والسلبية”، مشيرًا إلى أن مجموعة من الحرفيين الذين يباشرون أعمالهم اليومية يحسون بأنهم يرتكبون جرائم على خلفية ما يمارس ضدهم من تنكيل.
وبين أنه في ذات السياق تم جر ثلثي أصحاب الحرف إلى المحاكم؛ لطردهم وإذلالهم وكسر عزيمتهم على العطاء والإبداع في سابقة لم تحدث في كل الإدارات المتعاقبة على المركز. علمًا أن الإدارة لم تلجأ إلى اتباع الحلول والبدائل الإدارية في حل المشاكل التي تعترض سير العمل.
وذكر أن الوزارة أو هيئة السياحة والمعارض لا تقوم بتقييم عمل الإدارة المشرفة على المركز ولا وضع خطة عمل يتبناها المركز ولا بذل مجهود لتطوير المركز ولا التعرف على ما يجري به بصورة صحيحة، ولم تقم الإدارة المشرفة بالاجتماع مع الحرفيين على عكس ما قامت به الإدارة السابقة للعقد الأول الذي أنشئ فيه المركز، إذ كانت تجتمع مع الحرفيين بصورة منتظمة كل شهر لمناقشة ما يستجد ومتابعة الأمور العالقة بكل حرفية وإصرار على النجاح.
وأضاف أن “رفض الوزارة فكرة تصدير منتجات حرفية إلى الولايات المتحدة الأميركية للاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة المركونة على الرفوف، والتي تم المطالبة بها عبر رسائل رسمية عدة إلى الوزارة لزيادة الإنتاج وتوليد وظائف جديدة للبحرينيين في هذا القطاع، ما هو إلا دليل على عدم التعاون، كما تمت المطالبة بالبيع في الأسواق الحرة ولكن ولعدم قدرة الكادر الرسمي التوصل لاتفاق، ظل الحرفي غير مستفيد من هذا الباب الحيوي، وكذلك الحال تم عرقلة إقامة موقع إلكتروني للمركز على شبكة الإنترنت لعكس الصورة الحضارية للبحرين ومساعدة الحرفي على دخل إضافي”.
وأوضح أن الإدارة المشرفة تقوم بمخالفة العقد المبرم بين الحرفيين والوزارة، والذي لا يبيح التحول لحرفة أخرى، فنلاحظ تحول صاحب مشروع الورق إلى أعمال الخشب وصاحب الزجاج إلى الخشب وصاحب التصوير إلى الخشب وهكذا، فقد أضحى حرفيو المركز يعملون في مهنة واحدة. وختم بالقول: “إن حرفيي المنامة يطالبون بحل مشكلتهم بغياب الزوار ورجال الأعمال والسياح”، مشيرًا إلى أنهم لا يرون مؤشرات منطقة في الوقت الحالي على التغيير الإيجابي ولا حتى للتطوير، بل إن هناك دلالات وبراهين على حدوث ما هو أسوأ”.