العدد 2794
الأربعاء 08 يونيو 2016
banner
رمضانيات...
الأربعاء 08 يونيو 2016


كل رمضان وأنتم بخير، في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم”.
ويبقى السؤال القديم المتجدد لماذا تتغير أخلاقنا والتزامنا وعبادتنا في رمضان ولماذا لا نحافظ على هذا التغيير الإيجابي المحمود بعد رمضان، لا ريب أن أثقل ما على الطبيعة البشرية تغير الأخلاق التي طبعت عليها النفس إلا أن ذلك ليس متعذراً ومستحيلاً بل إن هناك أسبابا عديدة ووسائل متنوعة يستطيع الإنسان من خلالها أن يكتسب حسن الخلق ويصبح قدوة في المجتمع ولكن لابد لهذا التغيير ان يكون مقترنا بعقيدة سليمة وفهم واف للواجبات والحقوق، وإذا كانت العقيدة السليمة اهم دعائم التغيير فإن التواضع اهم الصفات التي يجب ان يتحلى بها المسلم في شهر رمضان وباقي الأشهر، فالتواضع في حقيقته هو بذل الاحترام والعطف والمجاملة
لمن يستحق ذلك وهو دليل على كبر النفس وعلو الهمة، فهو خلق يرفع من قدر صاحبه ويكسبه رضا أهل الفضل ومودتهم وينأى به عن الكبر والتعالي، رمضان كل عام فرصة للتهذيب واختبار الذات وقياس قدرة الانسان على الصبر، فالصبر من الأسس الأخلاقية التي يقوم عليها الخلق الحسن، الصبر يحمل على الاحتمال، وكظم الغيظ، وكف الأذى والحلم والرفق وترك الطيش والعجلة، رمضان فرصة لإعادة الترميم النفسي واجتثاث الأدران السلوكية الخاطئة من النفس، رمضان فرصة لتحسين الاخلاق لأنه بمثابة البيئة المساعدة، فالجو العام مشحون بالإيمان وأصدقاء عادة يدعون للفضيلة ويمتنعون عن الرذيلة، في ظل وجود منافسين في سباق التحلي بالأخلاق الحميدة.

أخلاقنا زينة حياتنا
كم نحتاج إلى مبادرة شعبية مسؤولة لإعادة ترميم ما توارثناه من أخلاق الأجداد التي بدأت تختفي في خضم سطوة مصادر التعليم والتثقيف الافتراضية التي اصبحت تشاركنا مهمة تربية أولادنا، فمن يحمل لواء هذه الحملة من النواب او المثقفين في البحرين يا ترى؟
اعتقد انه ليس هناك أية مشاريع شعبية جادة لاستغلال اوقات فراغ الشباب، ليس هناك نواد فكرية كافية ولا توجد منظمات متخصصة في تأهيل الشباب والحرص على حمايتهم من الهجمة الأخلاقية ضدنا، قال رسولنا وسيدنا ومعلمنا محمد صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) (إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ مَا الْمُتَشَدِّقُونَ؟ قَالَ: الْمُتَكَبِّرُونَ). وهذه دعوة واضحة لا لبس فيها إلى التمسك بالأخلاق.

التجربة الصينية
تعهدت وزارة تكنولوجيا المعلومات الصينية باتخاذ إجراءات جديدة لمكافحة المحتويات “المخلة بالآداب” المنقولة عبر الهواتف النقالة والمواقع الإلكترونية وطلبت الوزارة من الشركات الثلاث للهواتف المحمولة في الصين، فحص نوعية شركائها التجاريين، في حين طلبت الوزارة من مزودي الانترنت إغلاق المواقع غير النظامية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية