العدد 2787
الأربعاء 01 يونيو 2016
banner
“صحافيون لا صحافة”
الأربعاء 01 يونيو 2016

سأقف اليوم أمام قائد أجزم واثقاً بلا جدال، بأنه راعي الصحافة بكل المعايير والمقاييس التي لم أرها في العلاقة بين رجال ونساء الصحافة وبين قائد دولة مثل ما هي بين  صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه وبين الصحافة التي لا يمر يوم وحد ولا تأتي على لسان سموه عبارة أو جملة يشيد فيها بالصحافيين والكتاب وهذه العلاقة لم أر ولم أسمع نموذجاً لها في أي من تجارب الصحافيين والكتاب مع قادتهم، وهذا ليس غريبا على من وقف وقفة الحق والشجاعة والبطولة في وجه المؤامرة التي مرت وانتهت للأبد والحمدلله، هذا هو المحور في العلاقة الوثيقة بين القائد وأصحاب القلم.
عندما ننظر لدعوة سموه المستمرة إلى إعداد وتأهيل جيل صحافي وإعلامي يؤسس لمرحلة ومسؤولية جديدة للوطن والمجتمع، ندرك أهمية الحفاظ على تماسك الجسم الصحافي والعمل على تقويته ليرتقي بمهنة الصحافة ويعظم من تأثيرها في نهضة وتطور المجتمع، لقد حيا سموه الجهود المبذولة لتطوير العمل الصحافي ومواكبة روح التجديد والابتكار الحديثة وبناء أجيال واعدة ترفد المجال الصحافي بكفاءات متميزة، تسهم بدورها في جهود البناء والتنمية الشاملة، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وخدمة تطلعات المجتمع نحو المستقبل”.
وعلى سبيل المثال لا يمر يوم أو مناسبة نحتفي فيها بالصحافة، إلا ونرى مشاركة سموه حفظه الله في هذه المناسبة مع الصحافيين وكم هو رائع وجميل أن يحتفل سموه مع الصحافة وأصحاب القلم ممن قدموا عصارة جهودهم في سبيل وطنهم ودفع عجلة الرقي بمجتمعهم، ويعكس الإشادة بالجهد الذي تبذله الصحافة والإحساس بالتضحيات التي قدمتها قافلة من الصحافيين الشرفاء.
دائماً كنت أقول ولا أزال أكرر، الصحافة هي صحافيون بشر قبل أن تكون أجهزة وبنايات ومطابع وأحبارا وأقلاما، يخطئ من يظن أن الصحافة مجرد أجهزة صماء وبنايات حديثة ومظاهر ودعايات صارخة ملوثة بأطناب الكلام المنافق.. كلا، ليست الصحافة تلك، فهذه المواد الجامدة ليست سوى وسائل حيادية تستخدم في الخير والشر وبإمكان المطابع والأقلام أن تصبح وسيلة للخراب، وبإمكانها أن تصبح وسيلة للبناء، ومن هنا أقول إن الصحافة مهنة الشرف لمن يعرف الشرف، ومهنة الخيانة لمن يمتهن الخيانة، ولهذا فالصحافة قبل أن تكون مواد ووسائل وورقا هي ضمير بشري يملك الإحساس بنبض الشارع، ويوغل في الجسارة والشجاعة في الدفاع عن الحق والوطن، ولهذا يصبح الكاتب الصحافي أسطورة التعبير عن الحق مهما تكالبت الضغوط والتهديدات، قد يقول قائل لماذا أعود وأكرر مناسبة التذكير بما مرت به البحرين خلال المحنة الانقلابية؟ افعل ذلك حتى لا ننسى وقفتنا ومعنا سمو الأمير خليفة بن سلمان يشد من عضدنا، لهذه الذكرى مكانة محفورة في أعماقنا تذكرنا بما يحفظ اليوم توازننا لنعرف مكانتنا ككتاب وهي مكانة حفظها لنا سموه رعاه الله، لقد أعطينا - كتاباً وصحافيين - من عرقنا ومن جسارتنا ومن قلقنا ومعاناتنا ما يعطيه كثيرون يتبوءون المناصب العليا في الدولة وفي السلطات الثلاث الأخرى، ورغم ذلك  لم ينل الكتاب والصحافيون ما يستحقونه من الاهتمام من قبل الدولة ما يوازي من ينتمون للسلطات الثلاث الأخرى باستثناء صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الذي لا يمر فيه يوم ولا مناسبة من دون أن يعطي الصحافيين والكتاب مقدارهم ومكانتهم، ولا يخلو حديث ولا فرصة من الإشادة بالصحافيين والكتاب، وهذا ما عزى الصحافيين وخفف معاناتهم ودفعهم لمزيد من العطاء، فبعد الذي قدموه ومازالوا للوطن، فإنهم آخر من يأتي في القائمة بالنسبة للآخرين.
متى يأتي الوقت لنرى الصحافي مثله مثل النائب مثل الشوري وبقية المناصب الأخرى؟ هل هو أقل منهم؟ هل عطاؤه لا يساوي عطاءهم؟ هناك من الصحافيين والكتاب من أفنى عمره وضحى بوقته وأسرته وراحته طوال نصف قرن من الزمان، ورغم ذلك مازال مستمراً، ولكنه لم ينل ما ناله كثير من المتفرجين، بل ولم يتوازَ حتى مع ما ناله الخونة والعملاء وأعداء الوطن، هناك من يتحدث عن الصحافة بوصفها السلطة الرابعة، ولكنه، وحده من عبر عن مشاعر الكرامة للصحافيين فقال عنهم أروع ما سجله الموقف، وهو رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان عن دور الصحافيين بقوله المشهور دائماً إن الكلمة جامعة لا مجزئة، وموحدة لا مفرقة، وعلى الصحافة أن تنبري لتصحيح الصورة المشوشة التي تحاول بعض وسائل الإعلام رسمها وترويجها عن البحرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .