العدد 2780
الأربعاء 25 مايو 2016
banner
من حلفاؤنا؟
الأربعاء 25 مايو 2016

قبل أن نطرح السؤال لابد من التذكير بأنه مهما وثقنا وارتحنا لوضعنا الداخلي والخارجي في دول مجلس التعاون فلابد من التذكير بأن هذا الارتياح هو ما يخيف وهو ما يجب التيقظ له وعدم الركون نحوه لمجرد شعورنا بالأمان، فالخداع وارد واليقظة والحذر مطلوبان في كل الأوقات مهما شعرنا بالقوة واليقظة، والآن إلى سؤال موضوع اليوم، من هم حلفاء دول مجلس التعاون الخليجي الدوليون؟ سؤال طرحه بعض الأصدقاء من خلال تداولنا الحديث، السؤال فتح أمامي هذا المقال الذي بدأ بالبحث والتقصي، هل هي الولايات المتحدة؟ أم أوروبا؟ أوروبا الغربية أو الشرقية؟ روسيا؟ هل هي الصين؟ وهل هناك قوى أخرى بالإمكان الاعتماد عليها كحلفاء استراتيجيين لدولنا الخليجية؟ من خلال الاستعراض ربما تكون بعض هذه الدول بين وقت وآخر، ولكن لن تكون هناك قواعد راسخة لحلفاء يمكن الاعتماد عليهم وقت التحدي والأزمات ولنا في البحرين مثال في العام 2011 حين تعرضنا للمحاولة الانقلابية الدمرة فلم نجد إلى جانبنا للأسف الشديد - وأرجو ألا يزعل البعض - سوى المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة رحمه الله رحمة واسعة خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله عليه ألف رحمة، غير ذلك لم نجد سوى الفرجة، من هنا على من نتكئ في دولنا الخليجية؟ هذا السؤال لا يجب ان يمر من دون الوقوف عنده اليوم وقبل فوات الأوان، صحيح أن دول التعاون اليوم بخير وقوة وهناك انسجام وتنسيق فيما بين دول التعاون وعدد من الدول العربية والاسلامية، لكن لا يجب ان يغيب عن بالنا أن هذه الدول ذاتها معرضة هي الأخرى للاختراق والتآمر، والكثير من هذه الدول عرضة للتحديات وبالتالي المقصود هنا التحالف الاستراتيجي الدولي مع الدول الكبرى، التي تقدم نفسها بين وقت وآخر على أنها حليف.
حين طرح البعض من خلال مناقشة هذا الموضوع أن دول المجلس ليس أمامها الآن سوى شعوبها تتكل عليها وتعتمدها كحليف، بل وقاعدة ارتكاز في الدفاع ليس عن مصالح الدولة وإنما عن كامل تراب الوطن والقيادة، لا يوجد سند دولي يقوم على الاعتماد عليه، لكون هذا السند له مصالحه الخاصة التي قد تتعارض في وقت من الاوقات مع المصلحة الوطنية فنجد حينها ان هذا السند الدولي تحول الى حربة دولية في الظهر، وكان واضحاً في 2011 أن بريطانيا وفرنسا وأوروبا والولايات المتحدة والصين وروسيا لم تقدم شيئاً لنا حينما تعرضنا للمؤامرة الايرانية الواضحة، بل إن الولايات المتحدة وعلى لسان رئيسها وقفت تدعم المؤامرة الايرانية المكشوفة علناً ولم يتوان أوباما ذاته بالتصريح بذلك مستخدماً لأول مرة في تاريخ رؤساء أميركا اسم الوفاق المشؤوم، من هنا لا نجد ذلك السند الموثوق مهما تغيرت القواعد سوى شعوب المنطقة نفسها، ونريد ان نوصل الرسالة لمن يهمه الأمر في دول المجلس، وهذا يعني أولاً الاعتماد على  الشعوب الخليجية، وثانياً الاعتماد على دول التعاون بعضها بعضا وهذا يعني الاتحاد.
إن التحديات والاخطار تتوالى على المنطقة، سواء كانت تمس الأمن أو الغذاء او الاقتصاديات فإنها في النهاية تعرض المنطقة لخطر جسيم في حال بلغت هذه التحديات ذروتها، ايران وحدها تشكل خطراً قائما مادام نظام الملالي قائما، فما بالك غدا لو جاء للبيت الأبيض رئيس مجنون واستغل التناقضات القائمة في المنطقة وورطنا مع ايران وغيرها في مغامرات تضع المنطقة على كف عفريت؟
ملخص الكلام يجب العناية بشعوب المنطقة والاعتماد عليها واعتبارها السند الحقيقي والحليف الاستراتيجي للقيادات في المنطقة، لا يعني ذلك انه من غير الممكن اتخاذ بعض الدول الكبرى ذات المصلحة المتبادلة معها كحلفاء مصالح ولكن ليس لحد الاعتماد عليها في الشأن المصيري، فما يوازي المصلحة المصيرية ليس لنا سوى شعوبنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية