العدد 2780
الأربعاء 25 مايو 2016
banner
بسبب الإرهاب... بعض القرى مختطفة بالكامل وتعيش العزلة
الأربعاء 25 مايو 2016

إطلاق عدة رصاصات على ضابط شرطة في سترة، تطور خطير جدا يتطلب طريقا واحدا لوضع حد لأعمال الارهاب والتدمير ومنع نتائجها الخطيرة وهو تمشيط القرى وفرض سيطرة امنية شاملة طويلة الأمد ووضعها تحت المراقبة الشديدة، لأن بعض الإرهابيين مازالوا يعملون تحت الارض وفق سياسية مرسومة وهناك ربما كتل جديدة منهم تتشكل وتنام على مخازن من الأسلحة تنتهز كل فرصة للتعبير عن حقدها الأسود على رجال الأمن بشتى الوسائل.
الحديث في هذه القضية له ابعاد، بمعنى ان ما حصل في سترة كان متوقعا وكتبنا من قبل ان ارهابهم وإجرامهم لن يتوقف عند هذا الحد بل سيتطور وسنشهد انواعا من الوسائل والاستخدامات طالما بقيت بعض القرى معزولة بهذا الشكل ولا نرى فيها الا صورة دراماتيكية طوال ساعات النهار وتزداد في الليل. بعض القرى في البحرين مختطفة بالكامل، حولها الإرهابييون الى مسرح للعمليات الارهابية وهناك للأسف من يخفي الحقائق والبيانات خوفا على أسرته وأهله، وهذا الانطباع لا يمكن ان يستمر لفترة طويلة وعلى الدولة ان تجد حلا جذريا لهذه المشكلة التي تزداد التهابا، فهناك قرى لا نريد تسميتها تعيش نشاطا وإن كان قليلا من الارهاب والتخريب ويتعرض اهلها للأعمال التعسفية من الإرهابيين والمخربين. تعيش العزلة التامة “هذا ما يبحثون عنه بكل تأكيد” وكأنها ليست على خريطة البحرين، يريدون ان تكون هذه القرى كالجسم الغريب أو بصريح العبارة منطقة محتلة وقاعدة لانطلاق اعمال الارهاب والتخريب كمعسكر لهم.
لا شك في ان صورة بعض القرى أصبحت مختلفة تماما بسبب تصعيد الاعمال الارهابية فيها وتوسيع دائرة عملياتهم القذرة وهذه حقيقة واقعية، أصبحت وكرا للإرهابيين والمخربين وهذا لا يمكن ان نقبل به أبدا وعلى الدولة ان تتحرك سريعا وبكامل قواها لحل هذه المشكلة المطروحة أمامنا والقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، ولا عليكم من ثرثرة الاعلام الأصفر الملتف حول اعداء البحرين وما يكتبه مثل “مداهمات لعدة منازل وتوقيف مجموعة من الاشخاص”، يا للعداوة العنصرية، ضابط أمن تعرض لطلق ناري، ماذا تريدون أن تفعل الداخلية، تتفرج؟
بصورة عامة كل الاجراءات التي اتخذتها البحرين لمحاربة الارهاب إجراءات رادعة وعجلت من انحسار الاعمال التخريبية لاسيما اجراءات سحب الجنسية والابعاد عن البلاد وهو الاجراء الذي كسب تأييدا شعبيا واسعا، وأحكام الإعدام، وإن كنا ننتظر تنفيذها على أحر من الجمر وبلهفة، فإذا كنا قد نجحنا في الاتجاه الأول فعلينا النجاح في الاتجاه الثاني والثالث واتباع الخطوات التي تنظف القرى من الاوكار ومواقع تخزين الاسلحة واتخاذ اجراءات فعالة للقضاء على ما تبقى من مرتزقة ايران حتى النهاية لتصبح القرى هادئة وتنام على النسيم بدل عناق المولوتوف والحرائق. نعرف ان هناك تعزيزات لقوات الامن في كل مكان وخصوصا مداخل القرى ونشكرهم جزيل الشكر على الجاهزية التامة وأقصى درجات الكفاءة ولكن القضية التي أمامنا تتطلب وسائل وأساليب مغايرة تخرج القرى من عزلتها.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .