العدد 2777
الأحد 22 مايو 2016
banner
هذه هي الرياض
الأحد 22 مايو 2016

دائما عودتنا المملكة العربية السعودية، الشقيقة الكبرى لنا، أنها الدولة السباقة والمبادرة في قيادة شؤون المنطقة بمسؤولية خليجية وعربية، يؤهلها ولا شك موقعها المسؤول ودورها الريادي التاريخي منذ عقود، لهذا كانت المملكة نصرها الله دائماً على من عادها الساعية لخير الأمة من خلال سياسة معتدلة مدروسة، رأينا نتائجها في قيادة عاصفة الحزم واستعادة الشرعية في اليمن الى تصنيف حزب الله الإيراني اللبناني منظمة إرهابية، وأخيراً قرأت نهاية الأسبوع المنصرم الخبر الذي طال انتظاره لنا نحن في البحرين نتيجة السياسة الإيرانية الرعناء في التدخل في شؤوننا، بل وشن الإرهاب علينا علانية وهو، الخبر الذي انتظرناه نحن في البحرين فجاءنا من المملكة العربية السعودية في شكل خطاب تلقته غرفة تجارة وصناعة البحرين من الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية يتعلق بمنع دخول جميع السلع ذات المنشأ الإيراني إلى المملكة العربية السعودية أو عبور تلك السلع (ترانزيت) من خلال السعودية.
“جاء ذلك على لسان نائب رئيس الجانب البحريني بمجلس الأعمال البحريني السعودي المشترك بغرفة تجارة وصناعة البحرين رئيس لجنة النقل والمواصلات عبدالحكيم إبراهيم الشمري الذي أكد حرص الغرفة بكل ما من شأنه حفظ الأمن والاستقرار ودعم الاقتصاد الوطني الخليجي بمختلف قطاعاته، وأثنى الشمري على الجهود الخيرة التي يقوم بها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي في سبيل تنمية وازدهار الاقتصاد الخليجي، متمنيا المزيد من التعاون الاقتصادي بين دول الخليج واتخاذ الخطوات الكفيلة بجعل الخليج قوة اقتصادية في المستقبل القريب”.
ما أريد أن اصل إليه من استعراض هذا الخبر، هو اننا في البحرين بالذات عانينا من الارهاب الايراني ما لم تعانيه دولة في العالم من جارتها بما فيها حتى اسرائيل لم يعان العرب المحيطون بها مثل هذه المعاملة، صحيح إسرائيل خاضت عدة حروب مع العرب واحتلت عدة اراض، وتمت تسوية النزاع مع الدول العربية، لكن اسرائيل عمرها عندما تقيم علاقة مع دولة عربية وتفتح سفارات لم تمارس تهريب الاسلحة لهذه الدولة أو تلك وتنشأ الخلايا النائمة التخريبية ثم تشيع العنف والارهاب وتساعد التسلل وتدرب أعوانها، لا أدافع عن اسرائيل ولا أبرر عدوانها على  العرب لكنها مقارنة بما فعلته ايران في البحرين لعدة عقود فهو أمر لا يقارن، من هذا المنطلق بعد قطع العلاقات مع ايران وكان ذلك أمراً محتماً وحتى لو اتخذ هذا القرار بعدما اتخذته المملكة الشقيقة فهو أمر محبب أن المملكة بقيادة الملك سلمان حفظه الله تبادر بشأن البضائع الايرانية وتطلب من غرفة التجارة عندنا التعامل مع هذا القرار حتى لا تكون البحرين معبرا للتجارة الايرانية مع السعودية، سؤالي الذي اريد الوصول له وأريد الدولة في البحرين أن تعرفه، ما دمنا قطعنا العلاقات مع ايران الدمرة؟ ماذا نستفيد من استيراد المكسرات والمشمش المجفف العفن والبصل والثوم واكسسوارات تافهة خربة وغيرها من السلع الهامشية سوى انها مجرد سلع لا ندري كم من اسلحة تم تصديرها وتهريبها للبحرين بدعوى انها سلع؟ ماذا استفدنا من هذه السلع؟ لا هي أدوية نادرة، ولا هي أجهرة فائقة التقنية، ولا هي ملابس عصرية، انها مجرد سلع ثانوية يمكن تعويضها من دول آسيوية قريبة، بل ان نفس السلع تلك موجودة من الهند وباكستان وسيريلانكا وغيرها، وحتى لو لم تتوفر ماذا سنخسر لو افتقدنا المشمش المجفف وثوم الجبل؟ ماذا؟
أشيد بقرار المملكة العربية السعودية بمنع دخول السلع الإيرانية بل وحتى مجرد مرورها ترانزيت مرفوض، هذه هي المملكة العربية السعودية، لا تجامل ولا تنافق ولا تمارس العابا في الظلام ومن وراء الستار، تفعل ما تراه في المصلحة العامة ومن لا يعجبه فليتذكر هذه هي الرياض.                                                                                                                                                                                                                               

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .