العدد 2776
السبت 21 مايو 2016
banner
فلسطين ستظل البوصلة
السبت 21 مايو 2016



كيف استطاع العرب أن يصلوا الى هذا الوضع المخزي. لا توجد مؤامرة كما يشاع، ولا عين حسود. العرب ليسوا بحاجة لكل ما سبق لينحدروا الى ما وصلوا اليه من تفتيت وهزيمة من العدو الضعيف قبل القوي. إن ما يحدث هو من صنع ايديهم فهم دائما الأفضل والأحسن والأكثر ايمانا. وإلا ما هو تبرير دعم جبهة النصرة المتهمة بالإرهاب التي تتعامل مع الصهاينة شاهرا ظاهرا. وما هي الحجة للزحف العربي باتجاه التصالح مع الصهاينة على حساب كل المقدسات وعلى حساب كل التاريخ العربي الذي قدم فيه الآلاف حياتهم دفاعا عن الاقصى منذ الخليفة عمر بن الخطاب الى اليوم.
هناك من يقتل بدم بارد، برصاص الصهاينة، لأنه رفع سكينا يدافع بها عن ارضه وعرضه وليتهم بأنه إرهابي، والارهابي الحقيقي الذي احتل ارضه وهتك عرضه اصبح هو المواطن. لقد انقلبت الامور فما كان حقا، أصبح جريمة والمناضل اصبح ارهابيا والعدو الصهيوني الذي يهدم البيوت ويقتل الفلسطينيين اصبح دولة لها الحق القانوني في الدفاع عن ارضها وشعبها بل الدفاع عن الدول العربية.
وتحولت القضية الفلسطينية بعد اتفاقية كامب ديفيد الى عقبة في وجه تراجع النظام العربي عن أولوياته حتى جاء اتفاق اوسلو ليفتح الطريق امام الانظمة العربية للتخلي نهائيا عن فلسطين بحجج متنوعة وأوهام توزع هنا وهناك، ولأن اتفاق أوسلو لم يستطع أن يتنكر لاتفاق السلطة الفلسطينية على قتل المقاومة بالتعاون مع الصهاينة عبر التنسيق الأمني. اليوم وبعد ما يقارب 39 سنة على كامب ديفيد والتطبيع العربي مع اسرائيل وما يقارب 23 سنة على اتفاق اوسلو اصبح الشعب العربي شعبا طيعا، انقلب من مناضل من اجل المقدسات الى مطالب بالصلح وأصبح الكيان الصهيوني هو الكيان الاكثر ديمقراطية في الشرق الاوسط.
واستطاع النظام العربي بالتعاون مع سياسة دمقرطة الشرق الاوسط ان يعيد صياغة التاريخ لتصبح اسرائيل الدولة المعتدى عليها والفلسطينيون عبارة عن ارهابيين يعمدون دون حق لقتل الصهاينة والمستوطنين الابرياء. ما لا يستوعبه الشعب العربي وحكوماته ان الاعتراف بالكيان الصهيوني والتطبيع معه لن يحل مشاكل العرب مع اللاجئين الفلسطينيين ولا الخلاف بين رام الله وغزة إلا بحرب طاحنة يخوضها العرب مع اسرائيل لتحل دولة ما في الجوار كوطن بديل للفلسطينيين.
والحل الآخر القيام بمجزرة في مستوى الهولي كوست للقضاء على من تبقى من الفلسطينيين وإعادة غزة والضفة للكيان الصهيوني وإغلاق القضية الفلسطينية وما يأتي من ورائها.
فالعرب لديهم العديد من المشاريع في قتل بعضهم وتفتيت ارضهم ولا وقت ولا مال ولا رغبة في حل المشكلة الفلسطينية. وأصبح الفلسطينيون منذ أوسلو مشكلة قدمت الجامعة العربية العديد من الحلول لإسرائيل للانتهاء منها على ان النظام الصهيوني يريد المزيد من الارض ولن يرضى بأية تسوية حتى يسترجع كل الضفة الغربية وتكون القدس عاصمة للكيان بمباركة كل الانظمة العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية