العدد 2771
الإثنين 16 مايو 2016
banner
انتشال العراق من واقعه الحالي
الإثنين 16 مايو 2016

تكنوقراط، الكلمة السحرية التي وصلت الى أسماع الصدر وتبناها وتصورها بأنها ستعطي حقوقاً وتصلح مساراً وتقدماً، ومنها سيمتنع اللصوص عن السرقة وستنتشر الرفاهية في العراق.
ليس من السهولة أمر انتشال العراق من واقعه المظلم ورمي واقع حضاري إنساني على شعبه برمية عفريت أو فانوس سحري، ورغم أن الاسلام هو أكثر الديانات وأسرعها انتشاراً في العالم إلا أن ما يجري في العراق هو تغييب العقل وإجهاض سريع لكل نية تقدم.
أحترم من الأعماق كل من يسهم في انتشال العراق من وضعه المزري الحالي وأحترم كل مسؤول يعمل بعقل حضاري ويؤمن بإنسانية الإنسان ورفع كاهل الظلم عنه.
لكن المؤسف أن خبراء السياسة من قادة الأحزاب العراقية يتقاسمون مقاعد السلطة والنفوذ، ويتقاسمون الحصص لأحزابهم ويقسمون أهل العراق الى مقاطعات نفوذ تحميها مليشيات مسلحة، ثم يصرحون بأنهم ضد المحاصصة والتخصيص، ضد التكتل، ضد طغيان الفساد، وضد تقسيم أرض العراق.
نشرتً مؤخراً مقالاً عن “العدو الحقيقي للعراق”، ولم تصدر أية كلمة إدراك إيجابية واعية في ردود تعليقات وجدتها مملة ومعادة وليس لها مكان في عالم اليوم، وعلى مآس تتكرر بلا إدراك بمضاعفة السلبية وثنائياتها.
ليست كافية إقالة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قائد فرقة القوات الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء وذلك بعد نجاح مئات من المتظاهرين الغاضبين من أنصار رجل الدين مقتدى الصدر، في اقتحام مبنى البرلمان. والاعتداء على بعض النواب الذين حاولوا الهرب فيما لم تبد قوات الأمن مقاومة بل شوهد بعض عناصرها وهم يتبادلون المصافحة والقبلات مع المحتجين. العبادي أصدر مرسوما بإعفاء الفريق الركن محمد الحيدري بسبب “الانتهاكات والاعتداءات على مؤسسات الدولة”، وعين بديلا عنه. وطرح الصدر أفكاراً وآراء تحتاج إلى المزيد من التأمل والانتقاد، ومنها عبارة (تكنوقراط الوزارة الجديدة). ولا أدري متى سمع بهذه الكلمة السحرية لأول مرة وباركها البعض بتقبيل يده ومباركتها.
صورة الفريق الركن الحيدري انتشرت بشكل واسع في الإعلام المحلي والدولي منحنيًا وهو يقبّل يد زعيم التيار مقتدى الصدر، لدى دخوله المنطقة الخضراء في 27 مارس الماضي وأثارت استغرابًا وغضبًا على تصرف الرجلين المهين. إنه عهد جديد للطرق الغوغائية لحماية العاصمة بغداد وأحيائها المهمة والمنطقة الخضراء التي تضم الإدارات العليا للدولة، وبينها الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان وبعض الوزارات إضافة إلى السفارات الأجنبية، وبينها الأميركية والبريطانية والفرنسية.
  خيمة الصدر داخل المنطقة الخضراء!!
من جانبها ردت كتلة الأحرار النيابية، على تصريح رئيس مجلس النواب سليم الجبوري حول رفع الحصانة عن نواب متواطئين في دخول المتظاهرين الى مجلس النواب. وجاء على لسان رئيس الكتلة ضياء الاسدي في تصريح صحافي قبل أيام “لا اعتقد ان احدا يستطيع رفع الحصانة عن أي عضو من مجلس النواب بسبب دخول متظاهرين الى المجلس لأي سبب كان”، لافتا النظر الى ان “كلمة تواطؤ غير موفقة واستخدامها غير موفق ولا يوجد أي نائب متواطئ مع أي شخص وإذا كان هناك تعاطف أو مساندة للحراك الجماهيري، هذا أمر لا نتنصل عنه”.
أما الترشيحات الوزارية التي وصلت مكتب رئيس الوزراء من الصدر لإشغال وتولي 10 وزارات في الحكومة المقترحة، فقد اعتبرها العبادي “ترشيحات كتلته السياسية (الأحرار) في التغيير الوزاري).
التوجيهات والإرشادات والاعتصامات والجلوس في خيمة سوداء لفرض معايير جديدة على أمراء الفساد في الرئاسات الثلاث ومقاعد يشغلها أعضاء مجلس النواب لا تفي بالغرض للإصلاح ولا تحقق إنتاجا أو خدمات، حيث تأتي ردود أحزاب وقادة مغيبي الأفكار من كبار وصغار ولاة الأمور وهم ركوع بلا عمل يتفاوضون ويتزايدون في خيمهم الزمنية والكراسي الذهبية المطرزة، بلا أية ناتج منذ أكثر من 13 سنة من سقوط آلهتهم.
انتشال العراق من واقعه الحالي والإشارة الى الطرق الرحبة الخيرة واجب وطني للشرفاء وانتقاد هؤلاء القادة والكتابة عن الطبقة السياسية العراقية البرلمانية والحكومية الحالية المذهبية التأصل برمتها وقيامها بتأزيم الموقف السياسي وتحميل الآخرين ما ليس في استطاعتهم هو واجب لما فيه من استغلال للطبقات الفقيرة المتظاهرة ضد الفساد. هذا الاستغلال أغنته ومازالت تُغنيه احزاب إسلامية سياسية تخفي تطرفها وتعطشها للدماء، وأحزاب أخرى ترتمي وتنتمي الى حكومات خارجية ويستمع قياديوها الى تعليمات سفرائها لإرباك وإفقار وإفراغ العراق فكرياً وعملياً. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية