العدد 2768
الجمعة 13 مايو 2016
banner
القليل من الدراما التلفزيونية فــي رمضـــان المقبـــل
الجمعة 13 مايو 2016

في كل عام في شهر رمضان المبارك تطل علينا باقة من الأعمال الدرامية التلفزيونية والإذاعية العربية، وتتفاوت بطبيعة الحال في مستوياتها من حيث الجودة والمضمون. ولسنا على دراية تامة ببدايات هذا الشغف الكبير من قبل المتابعين للأعمال الدرامية في الشهر الفضيل. هذه الأعمال وإن بدت متباينة في أطروحاتها وأهدافها، وعلى الرغم من وجود ما يناسب شهر رمضان منها وما لا يناسبه على الإطلاق، إلا أن نسبة المشاهدة العالية تجعل منها وسيلة إعلامية مهمة للغاية، التفتت إلى مقدار أهميتها جهات كثيرة.
إنَّ الدراما بوصفها رسالة سامية، تقدم من خلال أدواتها السمعية والبصرية أطروحات فكرية هي في الحقيقة عبارة عن محصلة الاستيعاب الفكري لمقدميه ورؤيتهم الشخصية، والتي تؤثر بشكل مباشر في المتلقي، إلى درجة أنها قد تغير في حياته أنماطاً أو معتقدات!
الالتفات إلى مدى تأثير هذه الوسيلة في المُشاهد، يجعلنا أكثر حرصاً لاستغلالها أمثل استغلال لإرسال رسائلنا الإعلامية المهمة إلى المجتمع بصورة فنية بعيدة عن التعقيد أو التشويش. ناهيك عن أهمية استخدام أداة النجومية لرفع نسبة ذلك التأثير، وذلك من وجهة نظري كمتخصص في ذات المجال. والحديث عن صناعة النجوم حديث ذو شجون، للكويت نصيب الأسد منها في الخليج؛ إذ يمكننا أن نطلق عليها صانعة النجوم الأولى في الخليج العربي بجدارة، حتى على مستوى الكوادر الفنية الشبابية حديثة الظهور. وقد يكون ذلك نتيجة استراتيجية إعلامية وفنية متبعة تجعل من صناعة النجم هناك شيئاً ممكناً.
على أية حال، نرجو أن يأتي لنا شهر رمضان المقبل بجديد مبتكر، شكلاً ومضموناً، ليؤثر بصورة جيدة خدمة لمجتمعنا العربي حتى لا تستمر الدراما في الخروج عن نطاقها الإيجابي الضروري.
هذه الأعمال التي انتهوا من تنفيذها أو يدأبون على تصويرها حالياً، تأخذ محلها من الصدارة الحقيقية إذا ما تتلمذت على أيادي أصحاب فكر فني وأدبي رصينين، لا على أيادي أناس يقتاتون على حساب فننا وفكرنا، ويُقدمون ما هو مبتذل بالمقاييس الإنسانية والأخلاقية.
من جهتنا، وإن كنا في البحرين لا نمتلك ذلك الزخم الكبير من الإنتاج الدرامي، وإن اكتفينا بالقليل واليسير من الأعمال، إلا أننا ندرك تمام الإدراك أن ذلك القليل جدير بأن نصنع منه شيئاً ممتعاً يستحق المتابعة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية