العدد 2765
الثلاثاء 10 مايو 2016
banner
“بلاج الجزائر وعذاري والحديقة المائية”... الوجه الضائع!
الثلاثاء 10 مايو 2016

في البحرين نعاني من مشكلة رئيسية وهي مستوى تطوير بعض الأماكن الترفيهية الذي لا يتناسب مع الشوط الطويل الذي حققناه في مختلف المجالات والاستراتيجية الجديدة التي نتحدث عنها الرامية الى الحفاظ على المقومات السياحية والترفيهية، فخذوا على سبيل المثال “بلاج الجزائر” الذي أهمل بشكل كبير وتغيرت معالمه الأساسية وأصبح كما صرح احد النواب مهجورا ووكرا للفساد والتجاوزات الاخلاقية بسبب الاهمال الكبير الذي يعاني منه وطالب بسحبه من الشركة بعد مضي اكثر من ستة أعوام على استلامها ملكية الساحل دون أن تدفع فلسا واحدا لتطويره.
بلاج الجزائر لم تطله أية دراسة متكاملة وأصيلة للتطوير بعد أن كان من أشهر السواحل في الخليج، وعلى الرغم من دخولنا عصرا جديدا يعج بالمتغيرات إلا ان هذه المنطقة ظلت كما هي، “عرشان قديمة”، وساحل ملوث لا يلبي متطلبات المواطنين والمقيمين، والإهمال يتزايد بوتيرة أسرع حتى أصبح مثل المنطقة البدائية المخيفة.
متنزه عين عذاري هو الآخر كان من أفضل المتنزهات في البحرين وظل فترة زمنية طويلة يستقطب الزوار من داخل البحرين وخارجها وكان الرئيسي بلا منافس، وأيضا ناله الإهمال بشكل مباشر وتشعبت مشاكله ولم تبذل الجهود الكبيرة لجعله مرفقا متكاملا يلبي الاحتياجات الجديدة والمتنوعة للمواطن والمقيم وأصبح كما نراه اليوم، متنزها مهجورا بلا تطوير ويسهل على المراقب رؤية ذلك بوضوح، وكذلك الحديقة المائية بقيت تحمل صورتها القديمة وتحولت إلى ساحة مليئة بالمهملات والأوساخ بعد ان كانت  في ذلك الزمن  تغص بالمواطنين والمقيمين خصوصا في المناسبات والأعياد.
الغريب في الموضوع أننا نشاهد الإهمال “هابطا” في هذا الوقت الذي تضع فيه الدولة استراتيجية خاصة لهذا القطاع والعالم من حولنا يشهد نموا كبيرا في انشاء الحدائق والمتنزهات بالمواصفات الحديثة وتطلق العديد من المبادرات والسياسات وترسم الخطط المتكاملة لتوفير حدائق عامة متكاملة تتماشى مع المشروعات العمرانية والمستقبل، وهذا يعطينا مؤشرا أن هناك خللا ما في الجهة المعنية بتطوير المرافق والخدمات “البلدية” التي ربما يفترض ان تعمل على توسيع وتحسين خدماتها والتنسيق مع مختلف الجهات والتخصصات لضمان تقديم الافضل. لماذا كانت هذه الحدائق ناجحة في السابق واليوم أصبحت مهجورة وتتدافع عليها الغربان لتسكن فيها؟ لماذا كانت مرغوبة واليوم اشبه بمواقع دفن المخلفات ونحن نتحدث عن تنفيذ خطط وبرامج تنمية حديثة وشاملة؟
“بلاج الجزائر وعذاري والحديقة المائية” بحاجة الى معدات وأجهزة متطورة ترفع من كفاءة الأداء وتساهم في انجاز افضل، وخطط مستمرة تواكب ما تعيشه البحرين من تقدم في كل القطاعات، وعلى البلديات ان تقوم بدورها وتعالج هذه المشكلة وتعيد ولو 70 % من الوجه الضائع لتلك المتنزهات التي تحمل اجمل وأروع ذكريات الأجيال. يفترض أن يكون هناك توجه أساسي لعملية اعادة تأهيل هذه الأماكن بما يتماشى مع التطور الحاصل في كل مكان، لأن ما يحصل لنا اليوم هو مظهر من مظاهر القصور والإهمال لأماكن جميلة تحتاج الى الرعاية والجهد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية