العدد 2764
الإثنين 09 مايو 2016
banner
ولاية الفقيه واستهداف حقوق المرأة الإيرانية
الإثنين 09 مايو 2016

من أهم أركان الآيديولوجيا التي قامت عليها بدعة ولاية الفقيه، استهداف حقوق المرأة الإيرانية وحقوقها، وعدها مواطنا من الدرجة العاشرة، بل إن بعض رموز التنظير في ولاية الفقيه ساوى بين المرأة والقردة إمعانا في الحط من قيمتها، ومن ابرز مظاهر استهداف المرأة في إيران حرمانها من فرص العمل أسوة بالرجل ووضع شروط تقلل إلى حد بعيد من هذه الفرص كذلك حرمانها من تبوؤ مراكز سياسية وقضائية مهمة فضلا على القوانين المشرعة لعد المرأة كائنا مهمته إنجاب الأولاد وخدمة المنزل، كما أنها تخضع لرقابة شديدة من قبل الأجهزة الأمنية لناحية زيها وسلوكها العام، وتعرضت العديد من الفتيات الى عقوبة الرش بالأسيد بذريعة سوء التحجب.
ففي تقرير عن انتشار 7 آلاف عنصر أمني سرّي في طهران للمراقبة وإحصاء انفاس السكان، كتبت صحيفة الغاردين قائلة “كل سنة بحلول الربيع وارتفاع الحرّ وازدياد رغبة المواطنين في التنزه خارج البيت، يقوم مسؤولو النظام الإيراني بتصعيد القوانين الاجتماعية ورفع عدد عناصر الدوريات في الأماكن العامة”، مضيفة أن: “هذا الإجراء للأمن الداخلي في طهران أثار ردود أفعال مختلفة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي حيث كتب ناشط (يا ليتنا كنا نعيش في بلد تنتشر الشرطة السرية فيه لرصد فساد المسؤولين بدلا من الشرطة السرية الأخلاقية)
وأكد ناشط آخر: (من اليوم فصاعدا، إذا تربص بكم شخص في الشارع، فهو ليس بسارق وإنما عنصر أمني للأمن الداخلي)”.
واختتمت الغاردين تقريرها بأن: “الصحافيين ونشطاء البيئة الإيرانيين دوّنوا في التويتر أننا نملك ألفين و600 عنصر لحماية البيئة في أرجاء إيران بينما انتشر في طهران فقط 7 آلاف عنصر أمني لرصد كيفية تحجب المرأة”.
وفي تقرير آخر نشرته المعارضة الإيرانية ورد أن فضيحة نشر آلاف من الجواسيس والعناصر القمعية تحت عنوان “دوريات سرية” لغرض فرض الكبت والقمع عنان السماء حيث تناحرت زمر النظام خوفا من تداعياتها.
على خلفية الإعلان عن تطبيق الخطة من قبل ساجدي نيا قائد قوات الأمن الداخلي في طهران، حيث أكد رئيس الجلاوزة في قضاء النظام أن: سوء التحجب والسفور جريمة، كما أبلغ النائب العام للنظام في طهران الأمن الداخلي بالتعامل مع السائقات السافرات فيما قال الملا علم الهدى ممثل خامنئي في مشهد إن: مفتاح الأمن الاجتماعي هو التصدي لسوء التحجب.
إن القمع تحت ذريعة سوء التحجب ليس شيئا جديدا وإنما الجديد هو ظروف تطبيق هذه الخطة أي ظروف ما بعد تنفيذ الاتفاق النووي، ظروف تعرب الزمرة المنافسة أي زمرة رفسنجاني روحاني عن قلقها تجاه ردود فعل الناس لاسيما النساء والشباب، على سبيل المثال أوضح الملا روحاني رئيس النظام أن: “كل من يقوم صباحا يضع ضوابط وتعليمات، هذا يريد رصد الناس بشكل خفي والآخر بشكل علني”، فيما أشار مساعده إلى أنه: “بالإعلان عن هذه الخطة سادت موجة من القلق والشعور بانفلات الأمن، المجتمع والعوائل، وهناك خشية من إثارة الخطة مشاكل أكثر”، وحتى رحماني فضلي وزير الثقافة لكابينة روحاني نوّه بأن “هذه الخطة لابد من دراستها في مجلس أمن النظام حيث إذا حدث انطباع خاطئ لن ننجح والأمر ينقلب علينا”.
ومن اللافت أن وسائل إعلام النظام توجهت إلى الملالي وفتاواهم لتؤكد حرمة هذا الأمر ومن جانب آخر جاءت ببراهين حقوقية تصرح بأن هذه الخطة تعارض قوانين النظام نفسه فيما وصل الأمر إلى أن الملا احمد خاتمي أدلى خلال صلاة الجمعة الأخيرة بهذه التصريحات: “هناك صخب في المجال الثقافي خصوصا في فضاء الإنترنت، وفي المواقع، وفي الشبكات الخارجية، وفي وسائل الإعلام المصورة، والمسموعة، والمكتوبة، وفي مضمار السينما، في ومضمار الكتاب، هذه الوسائل سلاحهم في الحرب الناعمة. إننا لا نقول كل من يتجول بشكل مسيئ سواء الفتى أو الفتاة فهو معاد للثورة إذ من الممكن أن يكون قد خدعه الشيطان ويكون غافلا، إن البعض من الذين نرى مظاهرهم لا تتناسب مع شأن النظام رغم أن قلوبهم تنبض مع النظام والثورة الإسلامية. يجب مكافحة سوء التحجب بالحنان واحترام القوانين”. (إذاعة النظام 29 نيسان 2016).
الواقع أن الخوف من التداعيات الاجتماعية أوصل جهاز قمع النظام إلى حيث لابد له من أن يدرس القمع في مجلس أمن النظام ويتشدق ملا مثل احمد خاتمي بـ “الحنان واحترام القوانين” محاولا جرّ النساء أيضا إلى معسكر نظام الملالي الرجعي وهذا هو منتهى العجز لنظام الولاية!
وبغض النظر عن هذا الوضع المأساوي فهم قالوا مرارا وتكرارا إن النساء بسوء التحجب يستخفن بالنظام وهذا الأمر أمر أمني. من المؤكد أن نظام الملالي المعادي للمرأة لا يقدر على التخلي عن أعمال القمع هذه، والآن لابد من الانتظار لمشاهدة كيفية تصدي الشباب الغيارى في البلاد لهذا القمع المفضوح، وبانتظار ثورة المرأة التي نوقن أنها قادمة بلا ريب.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية