العدد 2761
الجمعة 06 مايو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
“الملك” كلاوديو.. ومدريد سيدة أوروبا!!
الجمعة 06 مايو 2016

* الحلم تحول لحقيقة
في نفس هذه المدة من الموسم الماضي في الدوري الانجليزي كان ليستر سيتي يحتل المرتبة 18 وكانت تبدو كل أموره معقدة في قدرته على البقاء في البريميرليغ، لكنه في الأخير ثبت أقدامه وتمكن من البقاء في الأضواء وتجنب الهبوط المرير، عندما يكون هذا حال أي فريق ما، فمن المنتظر أن لا يتطور وضعه كثيراً في الموسم الذي يليه، فربما يتحسن قليلاً وربما يكون على حافة الناجين من الهبوط ، هذا أقصى ما يمكن تصوره لفريق متواضع وبإمكانات مادية وفنية ومهارية متواضعة جداً وتكاد لا تقارن في الأساس مع بقية المنافسين.
بيد أن كل المعطيات التي تشير لها لغة المنطق والعقل ضُربت بعرض الحائط وأثبت فيما لا يدع مجالاً للشك أن لكل قاعدة شواذ، واثبت ليستر سيتي انه سيد هذه الشواذ، نعم ليستر سيتي هذا الفريق المتواضع الذي ضاق الأمرين في الموسم الماضي والذي كانت أقصى أحلام عشاقه ومحبيه هي أن يتمكن فريقهم من تثبيت أقدامه في دوري الأضواء وتأجيل العيش بالمرارة لموسم آخر فحسب ولم يكن لديها أي طموح آخر، هاهو يعلن نفسه اليوم بطلاً للبريمرليغ بكل جدارة واستحقاق متفوقاً على الجميع وعلى أقوى المنافسين الذين دفعوا الملايين من أجل الظفر بهذا اللقب الغالي.. الحلم تحول لحقيقة لازالت لم تستوعبها العقول بعد، كيف لهذا الفريق المغمور أن يشق طريقه الوحل بنجاح ويناطح من هم اعلي منه مكانةً وتاريخاً ويتربع على العرش؟.. فعلاً إنها مجنونة هذه المستديرة، إنها لا تعترف بالعقل ولا تعترف بالمنطق!!.
هذا الإنجاز الرائع يحسب بكل تأكيد لإدارة الفريق في اختياراتها الثاقبة بدأً بالمدرب الايطالي المحنك كلاوديو رانيري “السير الجديد” الذي قدم دروس مجانية لفينغر وفان غال وبليغريني الذين كانت تتوافر لهم كل وسائل النجاح ومع ذلك أخفقوا دون ان تكون لهم أعذاراً مقبولة.. رانيري علّم فينغر كيف يجب ان تكون نظرة المدرب ثاقبة في اختيارات اللاعبين دون النظر لقيمتهم السوقية ولنجومية أسمائهم وان يعرف كيف يسد حاجة الفريق باللاعب الصحيح القادر على شغل نقاط الضعف لديه.. رانيري علّم فان غال بأنه ليس بالضرورة أن تُدفع الملايين لصنع فريق قوي يفوز بالألقاب، فمن الممكن صناعة فريق قوي بأقل التكاليف.. رانيري علم بليغريني أن الاستقرار على التشكيلة آمر مهم لاستقرار الفريق رغم أن بليغريني قد تجبره الظروف على عدم الثبات بسبب المشاركة في كل البطولات.
سر نجاح رانيري مع الثعالب يكمن في انه كان واقعياً للغاية وأدار الفريق بالإمكانات المتاحة من دون أي فلسفة طاغية، إذ عرف كيف يستخرج أفضل ما يملكه اللاعبين المتاحين له لذلك صنع منهم نجوماً بارزين فرضوا احترامهم على الجميع واقتحموا قوائم اللاعبين المميزين لهذا الموسم عنوةً، ولكي ينجح في مراده، عمل على الجوانب النفسية للاعبين قبل أن يدقق في إمكاناتهم الفنية والمهارية، فكان دائماً ما يشعر اللاعبين بقوتهم وإنهم لا يقلون شأناً عن أقوى اللاعبين في انجلترا وكان في الوقت ذاته يعتمد على مبدأ التحفيز، إذ أذكر في بدايات الموسم ان ليستر سيتي كان يعاني دفاعياً ولم يتمكن من إنهاء أكثر من 8 مباريات متتالية بشباك نظيفة، عندها اجتمع باللاعبين وقال لهم إن تمكنوا من إنهاء مباراة واحدة فقط بشباك بيضاء سيقوم بدعوتهم للعشاء في بيته بألذ أطباق البيتزا الإيطالية، نعم اللاعبين ليسوا بحاجة لبيتزا إنما انظر للعلاقة الحميمة التي بناها مع اللاعبين والتي كانت سبباً رئيساً في نجاح الفريق.
عموماً، الصحف الإيطالية هللت لرانيري كثيراً واعتبرت ان ما قام به مع ليستر أشبه بالمعجزة المستحيلة ويصعب على أي مدرب كان ان يكرر ما قام به رانيري، لذلك أطلقت العنان لنفسها ولقبته “بالملك كلاوديو” إعجاباً وتقديراً لهذا المدرب القدير.. يستحق هذا اللقب.
* أسياد الزمان
ستكون لنا قريباً وقفة تفصيلية عن مباريات الدور النصف نهائي لدوري الأبطال والتي أثمرت عن تأهل كلاً من قطبي مدينة مدريد الريال واتليتكو للنهائي الذي سيقام على ملعب السان سيرو في ميلانو يوم 28 مايو القادم، فقط احببت هنا ان القي نظرة سريعة على مجريات ما حدث في المباراتين وبيان أحقية تأهل اتليتكو والريال للنهائي.
في الواقع عندما قَدمت الفرق الأربعة بعد إجراء القرعة أكدت على ان اتليتكو مدريد هو الفريق الأقوى من بين الأربعة بحكم انه فريق شبه متكامل ولا يعاني من نقاط ضعف، في الوقت الذي أشرت لقوة بايرن ميوينخ الهجومية التي لا توازي بنيته الدفاعية الشبه هشة، وحدث ما تحدثت به بالضبط، فاز اتليتكو بمجموع المباراتين وتأهل.
وكنت ايضاً قد اشرت إلى ان ريال مدريد يتشابه كثيراً مع نقاط قوة وضعف بايرن ميونيخ لكنه لن يعاني كثيراً امام السيتي الذي يفتقد لأهم مميزات الفرق الكبيرة وهي قوة الشخصية والحضور رغم انه يعتبر متكاملاً تقريباً في جميع الخطوط ولا يشتكي من نقاط ضعف واضحة، وبالفعل تأهل الريال للدور النهائي بعد مباراتين مملتين جداً.
يجب هنا ان نشير لقوة المدرب الأرجنتيني سيموني الذي يثبت في كل مرة انه مدرب كبير جداً ويوضع ضمن المدربين النخبة في أوروبا برمتها، بينما بدأت الشكوك تساور البعض حول ان غارديولا ما هو إلا تكوين من صناعة ميسي ورفقائه ليس إلا بعد فشله في تجاوز هذا الدور للمرة الثالثة على التوالي، في الوقت الذي يقودنا السؤال هنا هل زيدان قاد الريال للنهائي بفضل عمله وفنه أم ان الظروف تهيأت له ليجد نفسه في المقدمة؟..اما بليغريني فأصبح مثال يحتذى به في الخوف والجُبن ولا يستحق أكثر من ذلك!!.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .