العدد 2759
الأربعاء 04 مايو 2016
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
تدريس المسرح بدل الموسيقى في المدارس الابتدائية
الأربعاء 04 مايو 2016

واقعا عندما ننظر إلى حال مادة التربية الموسيقية في العديد من المدارس الابتدائية الحكومية، وخصوصا في مدارس البنين، سنجد حصصها عبارة عن حصص فراغ يقضيها التلاميذ في مشاهدة الأفلام الكارتونية أو اللعب فيما بينهم، هذا إذا كان معلم الموسيقى موجودا في المدرسة، وإذا لم يتوفر معلم للموسيقى في المدرسة تحول مسمى المادة إلى نشيد ويتم إسنادها للمعلمين الذين لديهم نصاب قليل من الحصص. فلا يوجد منهج للموسيقى يدرس للطلبة إضافة إلى أنه لا توجد غرف مجهزة بكامل المعدات الموسيقية في بعض المدارس، علاوة على ذلك فإن هناك فئة لا يستهان بها من أولياء الأمور يرفضون تعليم الموسيقى ﻷبنائهم، فماذا لو تم تدريس المسرح مناصفة مع الموسيقى؟
إن المسرح المدرسي له تأثير مباشر على الطلاب حيث يعمل على خلق شخصية واعية متكاملة قادرة على التفكير والتعلم والنقد، لذا تكمن أهمية المسرح في عدة جوانب أولها المساهمة في بناء شخصية الطالب وذلك في تقوية الثقة بالنفس وخلق روح المبادرة وكسر حاجز الخجل، ثانيا غرس القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية وتعزيز روح المحبة والتعاون الجماعي وبث روح المشاعر الوطنية الصادقة، ثالثا تعويد الطلاب على الانضباط والحضور في المواعيد واحترام الوقت والجماعة، رابعا معالجة بعض الأمراض النفسية والاجتماعية مثل التلعثم والعزلة والانطواء والخجل والعيوب الصوتية، خامسا تلطيف الجو المدرسي بإشاعة المرح ورسم البهجة ونشر المتعة والتسلية في نفوس الطلاب، سادسا مسرحة المناهج (لعب الأدوار) التي تعتبر من طرق التدريس المشوقة التي لها بالغ الأثر على الطلاب، حيث إن طريقة الدراما واللعب من الطرق التي أثبتت نجاحها في العملية التعليمية خصوصا في المرحلة الابتدائية. وإذا نظرنا إلى واقع المسرح المدرسي في مدارس المملكة سنراه مجرد نشاط يؤديه الطلاب في أوقات معينة استعدادا للمهرجانات والمسابقات تحت إشراف أحد المعلمين ممن لديه ميول إلى هذا الفن ويكون مسؤولا عن تدريب وإعداد الطلاب بعد تكوين فريق المسرح في المدرسة. ومن أهم المعوقات التي يلاقيها القائمون على المسرح هو انعدام الوقت المخصص للمسرح من إعداد وتدريب سواء كان للمعلم المسؤول أو لطلاب المسرح، مما يجعل وقت التدريب على حساب وقت حصص أخرى، الأمر الذي يخلق معارضة من قبل أولياء أمور الطلبة تؤدي إلى منعهم من المشاركة في أنشطة المسرح لكي لا تفوتهم تلك الحصص، من المعوقات أيضا اختفاء خشبة المسرح في الكثير من المدارس حيث يكون مختصرا على منصة ساحة الطابور الصباحي، وكذلك عدم وجود ميزانية مخصصة من قبل إدارات المدارس لشراء لوازم المسرح البسيطة.
ووزارة التربية والتعليم متمثلة في إدارة الأنشطة الطلابية تبذل جهودا كبيرة في احتضان المسرح المدرسي والعمل على تطويره عن طريق إقامة المهرجانات والمسابقات بالإضافة إلى تدريب وإعداد المعلمين من خلال تقديم ورش عمل يقودها اختصاصيو المسرح المدرسي. أصبح من الضروري العمل على تطوير المسرح المدرسي بشكل أكبر وذلك من مجرد مسرح يقام في المناسبات إلى تبني سياسة واضحة المعالم يتم من خلالها الإعداد لمنهج متكامل على أسس سليمة لجميع المراحل الدراسية. فتدريس المسرح بدلا عن الموسيقى أو مناصفة مع الموسيقى سيسهم بلاشك في تطوير الطلاب وتحسين نتاجات العملية التعليمية التعلمية، وسينتج في المستقبل جيلا مسرحيا يؤسس بداية حقيقية لفترة ذهبية للمسرح البحريني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية