العدد 2758
الثلاثاء 03 مايو 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
المخلوع صالح
الثلاثاء 03 مايو 2016

كلنا نذكر فلما قديما للممثل كلينت ايسوود مع لي فان كليف واسمه الطيب والشرس والقبيح، وهو ما ينطبق على ثلاثة من الرؤساء العرب السابقين، الذين تم اسقاطهم بثورات قام بها الشعب. لكن قبل اطلاق اي من هذه الصفات التي تناسب بعض هؤلاء الرؤساء، نقول إنها التكهنات والتنبؤات كثيرة التي يطلقها المحللون والصحافيون بخصوص ما ستؤول اليه بعض الأمور السياسية. فمثلا وحينما بدأت الثورة على الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، أطلقت تكهنات بأنه سوف يستمر بالسلطة ويقمع المتظاهرين. بينما سرت تأكيدات بأنه سوف يتقاسم السلطة بينه وبين قادة المعارضة. ودارت أقاويل بين أوساط المجتمع السياسي التونسي، بأن الأمر سوف ينتهي بزين العابدين بن علي بأن يتم القبض عليه ويتم شنقه علنا. ولكن كل هذه الآراء لم تصدق. وصدقت في النهاية الحقيقة المفاجئة وهي هروب الرئيس خارج تونس انقاذا لحياته وحياة سيدة تونس الأولى. ولعله قد فعل شيئا ايجابيا في حياته.
وحينما بدأ المصريون ثورتهم على الرئيس مبارك، قالت التقارير التي سطرتها اجهزة الاستخبارات الغربية، إن مبارك سوف لن يسمح بتكرار سيناريو الرئيس التونسي بالتساهل مع المتظاهرين. بينما سرت تقارير أخرى تقول إنه سوف يقدم بعض التنازلات للمعارضة، وسيبقى بالسلطة حتى يموت، بعدها تبدأ مصر مرحلة جديدة وجمهورية جديدة. ولكن تكهنات أخرى اكدت أنه سيعين نائبا له وسيبقى هو الحاكم الفعلي للبلاد. ولكن لم تثبت صحة وحقيقة أي من هذه الأقاويل والتكهنات. وثبتت بدل ذلك حقيقة واحدة وهي، انه تم اجباره على التنازل. لتحقق الثورة هدفها بإنهاء حكم مبارك واحتجازه مع بقية أفراد الطبقة الحاكمة. وبرغم شراسته مع الثورة وعناده، الا انه يبدو انه قد عمل عملا طيبا في حياته، ولهذا فإن الله عز وجل سبب له الاسباب، حيث لم تتم اهانته أو قتله أو هروبه من بلده وهو في هذه السن.
على نفس الوتيرة ثار الليبيون واليمنيون على أنظمتهم. ودارت معارك ومواجهات بين الطرفين بشكل أكثر حدة من مواجهات كل من تونس ومصر. وسقط العشرات من الثوار سواء بمواجهات عسكرية او بمواجهات أمنية. وسطر المحللون عشرات المقالات والتحليلات، التي تراوحت بالتنبؤ بسقوط النظامين، أو باستمرار الوضع كما هو عليه لفترة طويلة، نتيجة مناورات الرئيسين، أو انتهاء بإخماد الثورتين وعدم نجاحهما في تحقيق ما يريده الشعب. وبينما سقط القذافي فإن المخلوع صالح، وان كان قد سقط، الا أنه عاد راكبا فوق ظهر الحوثيين الخونة. واستطاع تحريك الخونة الحوثيين، الموالين للمشروع الايراني بإعادة احتلال بلاد اليمن للامبراطورية المجوسية الغابرة التي أطفأ نارها العرب المسلمون. وأصبح يحركهم يمينا وشمالا لتدمير اليمن عملا بالمقولة التاريخية: “انا ومن ورائي الطوفان”. وأصبح اليمن ومن خلال هذا الرئيس المخلوع ومعه الخونة الحوثيون، مدمرا تدميرا لا يمكن تصوره وتخيله، وفقد اليمن خيرة شبابه بسبب الفكر المريض لهذا المخلوع، وبهذا فإنه يستحق لقب القبيح من بين الرؤساء العرب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية