العدد 2753
الخميس 28 أبريل 2016
banner
الملالي والمحاكم الدولية... إيران قلب الإرهاب النابض
الخميس 28 أبريل 2016

كل يوم تتوارد علينا الأخبار الموثقة بالأدلة والشهود عن ضلوع ملالي طهران في عمليات إرهابية في مختلف دول العالم بالاشتراك المباشر كما هو الحال مع عمليات اغتيال رموز المعارضة الايرانية في الخارج، أو بالتمويل والمساعدة على تنفيذ عمليات تخدم الغايات الإيرانية بشكل مباشر أو غير مباشر كما هو الحال مع جريمة تفجير 11 سبتمبر في أميركا، وفي تقرير لمركز المزماة للدراسات والبحوث بشأن التعويضات التي يتوجب على ملالي طهران دفعها لضحايا العمليات الارهابية التي تعاونت مع الإرهابيين في تمويلها والمساعدة على تنفيذها جاء ما نصه: أعلن “جيمس كرايندلر” رئيس فريق الادعاء ضد الحكومة الإيرانية في قضايا تعويضات أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية أنه أعد ورقة رسمية للحصول على حكم نهائي يدين إيران في القضية بعد صدور حكم سابق في شهر فبراير الماضي أدان إيران واتهمها بالتورط في القضية، كما أدان متهمين إيرانيين على رأسهم المرشد العام للثورة الإيرانية علي خامنئي، ووزير المخابرات الأسبق، علي فلاحيان، ونائب قائد الحرس الثوري، العميد محمد باقر ذو القدر، وألزم الحكم إيران بدفع 22 مليار دولار كتعويضات للضحايا، فيما نجح القضاء الأميركي في الفترة الأخيرة في تقديم ما يقرب من 274 دليلاً، تؤكد هذه الأدلة تورط إيران في تمويل ودعم الإرهاب عبر العالم وخصوصا علاقاتها بتنظيم القاعدة الإرهابي.
وفي حال صدور حكم نهائي يتوجب على إيران دفع 300 مليار دولار وهو مبلغ يفوق الودائع الإيرانية في البنوك الأميركية حتى في حال الحجز على العشر طوابق التي تمتلكها إيران القمعية في أبراج مانهاتن في نيويورك والتي تقدر وفق خبراء بـ 800 مليون دولار وتم تجميدها بموجب العقوبات الدولية التي فرضت على إيران.
وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” الصادرة في لندن قد نشرت في وقت سابق تحقيقاً عن 6 وثائق رسمية أميركية أمكنها الحصول عليها تؤكد تورط إيران في أحداث 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، وكانت تلك الوثائق أهم حيثيات الحكم الذي صدر بحق إيران مؤخراً وأشارت الوثائق إلى زيارة عدد من الإرهابيين الذين نفذوا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 إيران ومنها عبروا إلى أفغانستان للتدريب هناك، وأن القيادي بحزب الله اللبناني الإرهابي “عماد مغنية” زار هؤلاء الإرهابيين في أفغانستان بمعسكرات تدريبهم لمتابعة سير التدريبات ونصحهم بالعودة ثانية إلى إيران، كما تضمنت الوثائق أن إيران قامت بإصدار تعليماتها إلى سلطات الحدود المحلية بعدم ختم جوازات سفر الإرهابيين حتى لا يفتضح الدور الإيراني في تلك الجريمة الإرهابية وأوضحت الوثائق الأميركية أيضاً أن حزب الله اللبناني الإرهابي تورط في تلك الأحداث بتقديم الدعم اللوجستي لمنفذي الجريمة الإرهابية.
وأن السودان استضافت اجتماعاً على جانب كبير من الأهمية شمل كلاً من “أسامة بن لادن” زعيم تنظيم القاعدة و”أيمن الظواهري” نائب زعيم التنظيم في ذلك الوقت وزعيمه فيما بعد، و”عماد مغنية” القيادي البارز في حزب الله اللبناني الإرهابي ومسؤول العمليات العسكرية والذي تم اغتياله لاحقاً في العاصمة السورية دمشق، ووفقاً للوثائق أيضاً فإن الاجتماع أسفر عن مجموعة من التوصيات التي تضمنت وسائل تنسيق الاتصالات بين الأطراف الثلاثة والتعاون في مجال التدريب والقيام بمجموعة من العمليات المشتركة.
والجدير ذكره أن السودان التي كان يسيطر عليها في ذلك الوقت “حسن الترابي” – الإخواني البارز – باعتباره الرجل القوي داخل النظام على الرغم من وجود “عمر البشير” الرئيس السوداني في الواجهة قبل اختلاف الاثنين وافتراقهما فيما بعد بل وانقلابهما على بعضهما البعض.
كما كانت إيران ملاذاً آمناً لعدد من قيادات تنظيم القاعدة الذين رفضوا مبايعة أيمن الظواهري زعيماً للتنظيم بعد رحيل أسامة بن لادن اعتقاداً منهم أنهم كانوا الأقرب إلى بن لادن ومن مؤسسي التنظيم ولا يقبلون بمنح البيعة لوافد على التنظيم الإرهابي.
ومازلنا مع إيران ولكن هذه المرة مع ذراعها الإرهابي في المنطقة حزب الله اللبناني والذي تمكنت إدارة مكافحة جرائم المخدرات في الولايات المتحدة الأميركية من القبض على بعض أعضائه مؤخراً بتهمة تحويل عوائد مبيعات المخدرات وغسيل الأموال إلى الحزب في لبنان لتمويل أنشطته الإرهابية، مما دفع الكونجرس للتصديق على قانون يحظر على الحزب التعامل المالي مع النظام المصرفي الدولي أو تلقي تمويلات من الخارج أو مع أي من المصارف الأميركية، لكن ووفقاً لمصادر لبنانية مطلعة أكدت أن إيران وذراعها الإرهابية تمكنتا من التحايل على تلك القرارات من خلال تلقي الحزب الإرهابي التمويلات الإيرانية نقدياً بدلاً من استخدام النظام المصرفي الدولي وعن طريق الرحلات الجوية من مطار طهران إلى مطار بيروت الدولي.
وكشفت المصادر ذاتها أنه ومع الإغداق الإيراني المستمر والدائم وغير المتأثر بأية عقوبات دولية للحزب الإرهابي، أفصح عن وجهه الطائفي القبيح عندما رفض خلال تلك السنوات تعيين أحد من أبناء الطوائف الأخرى في لبنان في وظائفه التي تجاوزت 65 ألف وظيفة.
لكن مراقبين أكدوا أن الشهور القادمة سوف تشهد انعكاساً واضحاً للعقوبات الخليجية والعربية على الحزب الإرهابي سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي في المستقبل، وخصوصا في ظل احتمالات واردة أن تمتد الحرب ضد الإرهاب في المنطقة لتشمل أيضاً الحزب الإرهابي في ضوء تصنيفه خليجياً وعربياً وأميركياً وأوروبياً كمنظمة إرهابية، وفي ضوء التحالف الإسلامي المكون من 34 دولة، واختتم مؤخراً مناورات رعد الشمال التي اعتبرها الكثيرون الأكبر من نوعها على الإطلاق في المنطقة، وأن جاهزية تلك القوات لمحاربة الإرهاب باتت مكتملة وهو ما تخاف منه إيران وتخشاه.
الى ذلك أيدت المحكمة الأميركية العليا يوم الأربعاء الفائت حكما يلزم النظام الايراني بدفع ملياري دولار من الأرصدة المجمدة للنظام الايراني الى عوائل ضحايا الارهاب.
ويشمل الحكم عوائل قتل ذووهم خلال عمليات التفجير في عام 1983 في مقر المارينز الأميركي في بيروت وغيرها من الهجمات الارهابية للنظام الايراني.
وقالت رويترز: هذا الحكم صدر بتأييد 6 قضاة مقابل صوتين سلبيين لقاضيين من قضاة المحكمة العليا رغم طلب استئناف البنك المركزي لنظام الملالي.
ونحن على يقين ان صفحات عديدة عن ضلوع ملالي طهران في المد الارهابي ستفتح في مقبل الايام قضائيا ايضا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية