العدد 2752
الأربعاء 27 أبريل 2016
banner
هذا ما نحتاجة إذا كنا نتحدث عن البحرين 2030
الأربعاء 27 أبريل 2016

سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي قال إن 25 % من رحلات التنقل في دبي ستكون بدون سائق في عام 2030 وهذا يعني باختصار أن دبي ستعمل على تحريك التاريخ الانساني بهذا العمل الجبار الذي يحتاج الى عقول ومنهج مدروس واستراتيجية بالمعنى الحقيقي. في العام 2008 اي قبل نحو تسع سنوات من الآن قرأت في احد الكتيبات ان خطة دبي الاستراتيجية تركز على الحاجة لتوفير نظام متكامل للمواصلات والطرق لتسهيل حركة الناس والبضائع ورفع مستوى السلامة لكل المستخدمين ويتضمن هذا الأمر معالجة مشكلة الاختناقات المرورية الحالية وتلبية الاحتياجات المستقبلية عن طريق استخدام المواصلات العامة وتقليص الاعتماد على السيارات الخاصة، مع العمل في الوقت ذاته على تحسين الطاقة الاستيعابية لشبكة الطرق وأنظمة النقل، وضمان الاستخدام الأمثل لها من خلال ادارة الطلب عليها وإدارة الطوارئ والحوادث.
بعد 14 سنة من الآن ستكون رحلات التنقل في دبي بدون سائق ونحن لا نزال نشتكي من شوارع وطرق غير منظمة وتقاطعات معدومة التخطيط والتنظيم اشهرها التقاطع الواقع بالقرب من وزارة العمل. حتى سيارات الإسعاف سيأتي عليها يوم لن تستطيع السير في شوارعنا نتيجة “الزحمة غير الطبيعية” والجمود الكامل في كل مكان، والغريب وكما نسمع ونقرأ ان المهندسين المعنيين يواصلون ابحاثهم لتنشيط الشوارع وتغييرها وتوسعتها من اجل استيعاب الارتفاع الجنوني في عدد السيارات والطفرة العمرانية ويتضح بعد ذلك ان المشروع لا يوجد له تأثير كبير في تطوير الطرقات في المملكة.
يجري حاليا في معظم شوارعنا تنفيذ المراحل الأولى لأكثر من مشروع تطويري ولكننا سنتفاجأ في المستقبل القريب وليس البعيد ان هذا المشروع “مب عدل” ولم يتميز بالدقة في الاعداد والبرمجة والتخطيط يضاف الى ذلك تسببه في حدوث ضياع في الميزانية والصرف. كيف يحدث هذا ولماذا.. ظاهرة عجيبة بالفعل مردها الى قضيتنا ومشكلتنا التي نعتبرها نحن في الصحافة في المقدمة كونها تلعب الدور الاساسي في التأثير على طريقة سير التنمية والتطوير، وهي مشكلة ضياع الاستراتيجية والعمل وفق منظور يهتم ويركز على المستقبل البعيد جدا وتحقيق مستوى التنسيق والتكامل في جميع المجالات. المسألة ليست مجرد مشاريع وتخصيص ميزانية في ضوء حاجة مباشرة، ولكن الأهم من كل ذلك المنطلقات الصحيحة والاستراتيجية والنظرة الكاملة على صعيد العمل والتنفيذ، ما نحتاجه ان كنا نتحدث عن البحرين عام 2030 مثل بقية الاشقاء “السعودية والإمارات” هو اعداد صيغة متميزة ونهائية والإجراءات المناسبة التي بإمكانها تحويل اعمالنا الى احداث ناجحة. هناك اكثر من مؤشر ودليل على اننا نسير ببطء شديد في مسألة تطوير الشوارع والبنية التحتية وسرعان ما سنكون في المؤخرة اذا لم نستعجل العمل الجاد ووضع خطة على يد افضل خبراء التخطيط والتطوير. لماذا اعمالنا متوسطة وخفيفة ولا تكون ضخمة مثل البقية طالما نتحدث عن المستقبل؟!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية