العدد 2750
الإثنين 25 أبريل 2016
banner
الوعد الصادق... “إن عدتم عدنا”
الإثنين 25 أبريل 2016


اليوم صوت الرعد القاصف تتردد أصداؤه في بيان قوة دفاع البحرين حيث صدق الوعد حين قالها المشير: “وإن عدتم عدنا”، إنها كلمات القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، التي قال فيها: “إن قوة الدفاع سوف تعود إلى ثكناتها، لكنها سوف تظل مستعدة في حالة وقوع أية مخاطر، وأقول للذين لم يستوعبوا الدرس: إن عدتم عدنا، وستكون عودتنا أقوى”.
إن نزول الجيش لمواجهة الإرهاب ضرورة ملحة، وهاهي دول العالم تتحالف لمحاربة الإرهاب بطائرات وصواريخ وأساطيل، الدول التي شاركت في التحالف ضد الإرهاب بعضها لا يواجه إرهابا منظما ومستمرا مثل الإرهاب الذي تواجهه البحرين، بل هي تحارب الإرهاب كي تمنع وصوله إلى حدود دولها، ووزير الدفاع الفرنسي يعلن في أعقاب الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة باريس عن نزول 10 آلاف عسكري سيشاركون في تأمين مختلف المؤسسات لمنع وقوع أعمال إرهابية، كما تحدثت الوسائل الإعلامية عن رغبة الرئيس فرانسوا هولاند في تمديد العمل بحالة الطوارئ، ويرافق ذلك الترويج لخطاب عن اتباع سياسة أمنية حازمة لبعض المناطق، حيث ستكون عمليات التفتيش والمداهمات لأقبية المباني السكنية التي قد تتم من دون الحاجة إلى قرار من قاضي التحقيق ولن تتم عرقلتها من طرف وزيرة العدل، كما أكدت الصحف الفرنسية أنه سيكون للجيش دور كبير في هذه العمليات، كما نزل الجيش البلجيكي هو الآخر الشوارع في أعقاب الهجمات الإرهابية التي ضربت بروكسل، حيث استعارت بلجيكا سترات واقية من الرصاص من أميركا لعدم امتلاك الجيش البلجيكي سترات عصرية خفيفة، وقال بيان الحكومة البلجيكية “السلطات الأميركية – من خلال إعارتنا هذه الإمدادات – تؤكد دعمها بلادنا في هذه الأوقات الصعبة”.
فكيف إذا كانت الأوقات الصعبة والعصيبة لم تتوقف عن دولة مثل البحرين ومنذ خمس سنوات، تواجه الدولة أعنف وأشنع العمليات الإرهابية التي سقط منها ضحايا من المواطنين والأجانب ورجال الأمن، وحرق الشوارع المستمر ليلاً ونهاراً وتفجير الممتلكات العامة والخاصة والمؤسسات الاقتصادية من بنوك وغيرها، إذا الأوقات العصيبة التي مرت وتمر على البحرين هي أشد حاجة إلى نزول الجيش لملاحقة الإرهابيين، واقتلاعهم من جذورهم، والبحث في السراديب والمنازل والنوادي والجمعيات داخل المناطق المغلقة التي أسفرت بعض عمليات البحث سابقاً عن الحصول على مخازن ضخمة  للأسلحة، مما يدل أن هناك كميات كبيرة من الأسلحة  مازالت مخزنة في باطن الأرض وداخل المباني، وذلك ما أكده علي سلمان في قوله “إن الشعب لديه مصادر قوة لم يستخدم منها إلا 50 %”، وها هو تقرير آخر عن تهريب الأسلحة إلى البحرين نشر على موقع العربية ذكر فيه عن عادل أسدي الدبلوماسي الإيراني المنشق تحت عنوان “وصول السلاح سهل”، حيث قال: “في زمن وجودي في مجلس الشورى الإسلامي كنت في لجنة السياسة الخارجية، وطلبنا مساعد الوزير أمام اللجنة، وسألناه ماذا حصل في البحرين مع حراس الثورة فقال إنهم أرسلوا بضائع للبحرين في سفينة خاصة وهذه البضائع كانت عبارة عن أسلحة مرسلة إلى مجموعات داخل البحرين”، والخلايا النائمة في البحرين كثيرة جداً وعملها الآن يتركز على نقل أخبار وأمور أخرى للحكومة الإيرانية.
إذا المهمة عصيبة، إنه أمن بلد يضربه الإرهاب منذ خمس سنوات، ويحتاج اليوم إلى إعادة النظر في مواجهة الإرهاب بتكاتف الجهود الأمنية ونزول الجيش لمواجهة الإرهاب واقتلاعه اقتلاعا نهائياً، ولا يكون ذلك إلا بنفس القوة التي تبناها التحالف الدولي ضد الإرهاب.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية