العدد 2749
الأحد 24 أبريل 2016
banner
سباق مع الوقت
الأحد 24 أبريل 2016

(زيارة مفاجئة)
هكذا يجب أن تكون خطوات العمل الجادة، وقفت الأسبوع المنصرم أمام الزيارة الميدانية المفاجئة لمدينة المحرق التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه وتأكيده الحاسم كعادة سموه دائماً بأن لا تأخير لأي مشروع مهما كانت الأسباب وضرورة أن تتوفر في المحرق أفضل الخدمات وتوجيهاته بحل الإجراءات المعطلة وتذليلها، وكانت زيارة عمل حقيقية، خلت حتى من الكاميرات والإعلام، لتؤكد أن سموه فعلاً فاجأ الجميع من اجل تنفيذ كل الخطط والبرامج لإنجاز مشاريع الطرق والأسواق والشوارع والتراث وغيرها، هذا ما أعنيه بالعمل الجاد الذي يهدف الى احداث فرق على الأرض، هذا الأسلوب والمنهج الميداني المرافق للخطط والبرامج في العمل هو ما اقصده بالضبط حينما أناشد المسؤولين في الدولة لضرورة التسريع بوتيرة الانتاج والانجاز، فالوقت سريع وإيقاع العصر لا يترك فراغا ولا مجالا لخطوات السلحفاة، يجب أن نتعلم كيف نسرع؟ وكيف ننجز بأقل وقت وأكبر نتائج من دون أن تكون عيوننا فقط على الكاميرات يا مسؤولين ومستشارين.


(أمن)
سباقنا مع الوقت يحتم علينا وقف الإرهاب نهائياً، فلم يعد بمقدور البحرين أن تتخلف عن استقرار بقية الدول في المنطقة، في كل مرة نهدد فيها ونتوعد فيها بقطع دابر الارهاب، تأتي عملية ارهابية دنيئة لتؤكد أن الارهاب لم يتلق بعد ضربته الأخيرة والنهائية، كل مرة يسقط فيها شهيد نهدد ونتوعد، كل مرة يتم فيها تفجير ارهابي أو تهريب للأسلحة أو اكتشاف شبكة ايرانية نستنكر وندين بأشد العبارات ونغضب أيضاً، ثم ماذا بعد؟ نهدأ بانتظار عملية أخرى.
ليس بهذه الطريقة نقطع دابر الإرهاب، وليس بالتهديد والوعيد والإدانة، السؤال: ماذا فعلنا بمن القي القبض عليهم؟ ماذا فعلنا بمن أمسك بالجرم؟ مقابل كل الشهداء الذين استشهدوا اثناء اداء الواجب، كم قصاصا تم تنفيذه بمن قام بهذه الاغتيالات المنظمة مع سبق الإصرار؟

(سياحة)
لا يمكن أن ندخل السباق السياحي ونلحق بالعالم من حولنا في المجال السياحي ونحقق القفزة المطلوبة بوقت قياسي حينما نتحدث في الصحافة ووسائل الاعلام ونشيد ببضع نقاط حول السياحة ثم نرتاح ونستريح ونقتنع بأننا خرقنا المألوف وحققنا الهدف وأصبحت السياحة بخير وانتهى المولد، لا، لست حتى اللحظة مقتنعاً بما تم في مجال معالجة ملف السياحة ما لم نر قرارات كبيرة وحاسمة تقلب الطاولة وتضع الاستراتيجية المنتظرة أمام التحدي بوقت قياسي وبدون خطوات سلحفائية، فالعجلة السياحية من حولنا تنطلق بسرعة الضوء ونحن ننطلق أسرع قليلاً من السحلفاء حيث أعلنا عن بضع خطوات مثل “تطوير المنافذ، الجذب السياحي الخارجي، تطوير المرافق السياحية، التركيز على السائح الخليجي واستهداف الاسرة الخليجية والتسويق والترويج السياحي، توسيع دائرة الترويج لاستقطاب سياح الدول الاخرى، مع ما حمله شعار الهوية السياحية البلد بلدكم”.
مع تقديري لكل هذه الجهود لست مقتنعاً على الاطلاق بأن هذه الخطوات سوف تضعنا على السكة التي ستدخلنا السباق مع الآخرين، فالشوط بيننا وبينهم طويل، وبحاجة لمركبة سريعة أسرع من هذه الخطوات المتواضعة، بحاجة لصاروخ ننطلق به يحمل معه جرأة قطاعنا الخاص وتحرره من البخل، من قبل تجار ورجال أعمال وفندقة وطيران وغرفة تجارة ووزارة إعلام وتجارة وصناعة في سبات وبلديات، جميعها لابد أن تتحرك بسرعة وبدون حواجز وقيود، علينا انشاء مدن سياحية وتعمير شواطئ مجانية، لنجعل من جزيرة حوار جزيرة سياحية من الطراز الدولي، ونمنع خطباءنا من تكفير السياحة ونطالب نواب الفضيلة بوقف ارعاب المستثمرين بالمطالبة الدائمة بإغلاق الخدمات السياحية، كما نحرر السوق الحرة عندنا من القيود! تخيلوا سوقا حرة مقيدة، أين ذلك؟ وفوق كل ذلك بأسواق تجارية تفتح حتى أوقات متأخرة ومقاهي وملاهي لا تتعرض باستمرار للتهديد والإغلاق، كل ذلك وأكثر لعل وعسى نحلق بالآخرين، لقد استغربت من ترحيب بعض التجار بهذه الخطوات على الصحف، بينما المطلوب منهم عملياً هو الإسهام المادي والمالي في المشروع بدلاً من الترحيب به بالتصريحات الصحافية، هنا التحدي يا سادة، وعذراً للمهللين بالخطوات المذكورة السياحية، باختصار نحن بحاجة لفريق إنقاذ سوبر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .