العدد 2749
الأحد 24 أبريل 2016
banner
كلمة سيدي جلالة الملك... النجاح التام لدول الخليج
الأحد 24 أبريل 2016

أوساط كبيرة وواسعة أشادت بالكلمة السامية التي ألقاها سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في اعمال القمة الخليجية الأميركية التي عقدت بالرياض، فجلالته استعرض في كلمته المنفعة المشتركة للجانبين الخليجي والأميركي والمجهودات التي تبذل لحل المشاكل التي كانت قائمة وإيجاد الآفاق الرحبة للتعاون والانطلاق لاسيما ان هناك قاعدة او اساسا للتعاون بين الطرفين يمتد لسنوات طويلة.
جلالته قال للأميركان “نواجه تدخلات إيرانية سافرة ولدينا الأدلة” وهذا الموقف ذو دلالة مهمة بالنسبة لطبيعة العلاقات بين دول الخليج وبين الولايات المتحدة الاميركية التي تسعى على ما يبدو الى المسارعة في تحسين صورتها المهزوزة نتيجة الممارسات السلبية التي قامت بها في الدول العربية منذ العام 2011 ومساهمتها في خلق كثير من امراض “الإرهاب والتطرف” في المنطقة بمساعدة اجهزة الكذب والتلفيق الايرانية. الأميركان يعرفون انهم يعيشون واقعا مؤلما في ضوء إعادة توحيد كلمة العرب بقيادة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية اعزها الله وبروز التناقضات بين مواقفهم السياسية والرسمية وبين سلوكهم، فأوباما يريد احداث تعديل على الوضع قبل أن يترك الكرسي للرئيس القادم لأنه ادرك ان دول الخليج اهم بكثير من العدو الايراني ويجب ان تصل العلاقة بينهما الى مرحلة النجاح التام والتوصل الى المكاسب الإيجابية للأمن في الخليج، ولهذا قال اوباما في قمة الرياض “أحرزنا تقدما مهما في علاقاتنا بدول الخليج في مختلف المجالات”.
سيدي جلالة الملك حفظه الله ورعاه بين في كلمته المتطلبات الاساسية للأمن في المنطقة وكيفية تنمية العلاقات في كل المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية والثقافية، وتوحيد المواقف إزاء العديد من القضايا، لأن تحديد الاهداف التقدمية لدولنا الخليجية لابد ان ينطلق من النظرة الشاملة لدولنا وأي انحراف عن هذه الشمولية يعتبر تجزيئا لنا وسيكون عاملا يساعد على التفرقة لا سمح الله. التنظيم والتصدي للاخطار المحيطة بنا وكل من يتآمر علينا ويسعى لإيجاد الشرخ في صفوفنا هو الاطار الذي تعمل به دول الخليج العربي اليوم وضخامة التحديات تجعلنا نقول للأميركان “اما ابيض او اسود”، الحملة الكبرى على الارهاب تتطلب مشاركة واسعة وبما أنه تمت إدانة ايران بزعزعة استقرار المنطقة ودعم الارهاب يفترض من الولايات المتحدة ان تكرس نشاطها بالفعل لا بالقول في هذا المضمار وتعبئ طاقاتها وتسهم مع دول الخليج في التصدي للخطر المشترك والعمل وفقا لهذا الاعتبار. نقاط الضعف الأميركية كثيرة ودعهما الانقلابيين مازال حاضرا بكل حرارته وقسوته ومرارته رغم مرور أكثر من خمس سنوات، وإذا كانت عند أوباما محاولة جادة وصادقة وجريئة في التصدي للإرهاب والكشف عن محركاته وبواعثه فهي فرصته اليوم لأن كل فصول الإرهاب مرتبطة بخيط واحد أساسي وهو النظام الإيراني الذي يريد بأي شكل من الاشكال الاستمرار في الدور الفاسد في المنطقة ومن يعلم ربما لهجوم اكبر عن طريق العملاء والمرتزقة.
على مخططي السياسة الاميركية الرجوع الى التغييرات التي حصلت بالمنطقة والدور السعودي الرائد اذا كانوا يهتمون بطبيعة العلاقات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية