العدد 2744
الثلاثاء 19 أبريل 2016
banner
“بيت التجار”... بعد عودة “الرئيس”
الثلاثاء 19 أبريل 2016

“لم يكن ماءً عذبًا أسقيه، أو عطشًا صحراويًا أرويه”، هي تمامًا حالة غرفة تجارة وصناعة البحرين بعد عودة “الرئيس”، أو بعد ما يمكن أن يعتبره بعض المهيمنين على مشاهد الأحداث الدرامية في بيت التجار حالة سيطرة على مفاصل الأداء.
هكذا يراها فريق “العشرة” أو الأحد عشر عضوًا المتمترسين خلف فتوى “لجنة التشريع والفتوى” بمجلس الغرفة.
ربما يكون مصير الرئيس “العائد” أو المجبر على ذلك بمثابة القشة التي سوف تقصم ظهر البعير، إذا ما اجتمع مجلس إدارة “الغرفة” اليوم أو غدًا .. أو حتى أصدر بيانًا، أو عندما يتمخض الجبل فيلد صلاحيات من دون صلاحيات ومسئول من غير رفاق، عمومًا نحمد الله على العودة الميمونة وعلى الحل الوسط الذي يحمل الجميع مسئولية التوافق ولو كره الخاسرون.
في جميع الأحوال أن عطش السنين قد ترويه محسنات “شبه بديعية” من نفر جديد يحاول أن يثبت بشتى الوسائل أنه الأكفأ والأكثر تواصلا مع “السادة” التجار، بل والأقدر على تحقيق الوئام والنأي بمسيرة البيت “العتيق” عن فوضى الاحتدام، وبهرجة المواءمات الفاشلة.
في الماضي كانت تواجه “الغرفة” معضلة مزمنة ترتبط بوجهة نظر عموم الناس في التاجر، وجهة النظر كانت سلبية وكفيلة بأن تهز الثقة في أعرق “غرفة” في المنطقة، وكانت تتمحور حول اتهامات بالجشع ونهب أموال البسطاء بالغش التجاري، والخروج عن أعراف المجتمع المتعايش سلميًا في البحرين.
لم تنجح مجالس الإدارات المتعاقبة في تحسين الصورة المشوهة عن التاجر البحريني، ولم يستطع أكثرهم تعاطيًا مع “مهنة المتاعب” أن يحرك ساكنًا داخل كهنوت المشاعر العدوانية من “العموم” تجاه الشارع التجاري، قد تكون هناك قصة لها تاريخ ترتبط في خلفيات الثقافة العربية بشهبندر التجار ورفاقه، وهم يتقاسمون “السلطات” والوكالات والثروة، في حين يقف البسطاء على أبوابهم طالبين الصفح والمغفرة على خطأ لم يرتكبوه.
.. وقد تكون ممارسات بعض التجار هي التي مهدت لتشويه السمعة أكثر مما هيأت لدعم الوجاهة التي يتمتع بها حزب “الجبابرة” من التجار داخل قلعتهم المباركة.
.. هل سينجح المؤيد مع مجموعة الزياني في تغيير المشهد، وقلب الطاولة على الصورة القديمة والأخذ بيد التجار “المظلومين” ومعاقبة الذين رسخوا مفاهيم مغلوطة وباطلة عن الشارع التجاري بأكمله؟
قد يكون، ولكن الملفات المتروكة في عهدة الرئيس “الصامت”، و”العشرة” الأشاوس هي بالتأكيد أثقل من مجرد سمعة تم تشويهها طوعًا أو عمدًا أو بفعل فاعل، هي بكل تأكيد التفاف جماعي لا يهبط  طبعًا لمستوى التحشيد مطلوب أن يحققه المجلس “المحسن بديعيًا” والمهيمن على القرار، المطلوب قانون آخر يحكم حتمية العلاقة بين الحكومة والقطاع الخاص، تجرد حقيقي يمنح مجلس الغرفة المشروعية الحقة في قيادة قطاع يعاني المشكلات أكثر مما يمتلك من الوجاهة والصلاحيات.
المطلوب جهاز إداري “لا غبار عليه” ولا شبهات من حوله بحيث يلعب الدور المناط به بكل كفاءة واقتدار وبكل قوة وثقة وثبات عند الوقوف على مسافة واحدة من جميع أعضاء المجلس “المختلط” وليكن ما يكون.
وأخيرًا مطلوب من أعضاء مجلس الإدارة أنفسهم فتح صفحة جديدة يتم من خلالها “تناسي” الموروث غير السلمي؛ حتى يتم النأي بـ “الغرفة” عن “شخصنة” الأداءات وشيطنة التصرفات، فما بقي لا يشبه الماضي كثيرًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .