العدد 2742
الأحد 17 أبريل 2016
banner
لماذا ينجح الآخرون ونحن لا؟
الأحد 17 أبريل 2016

قبل أيام فجرت دبي أحد إعلاناتها الصاعقة، فقد أعلنت شركة إعمار العقارية عن مشروعها القادم وهو بناء برج جديد في دبي أعلى من برج خليفة الذي هو حاليا أطول برج في العالم، وقالت إنه سيكون أعلى من برج خليفة الذي يصل ارتفاعه إلى 828 مترا، وحددت فترة إنجاز المشروع الجديد، الذي تبلغ قيمته مليار دولار، قبل انطلاق معرض إكسبو دبي الدولي 2020، ويعمل على تصميمه المهندس الإسباني السويسري “سانتياغو كالاترافا فالز”.
في الدول التي تحاول الاستفادة من الأزمات، تصنع الفرص بذكاء خارق من قبل أشخاص يرون في الأزمة فرصة لبدء خطة جديدة تستفيد من الوضع المتعثر ومن الأخطاء والثغرات التي تسببت في الخسائر، صناع النجاح هم أولئك الذين إذا ما مر العالم والمنطقة بأزمة كبرى كما حدث للدول المنتجة للنفط نرى الآخرين يعيشون عصرهم الذهبي في النجاح وهذا ما أدهشني حين سمعت وقرأت عن مشروع برج دبي الجديد الذي يفوق برج خليفة العالمي ولم أجد نفسي إلا أن أطرح هذا السؤال:
ما الذي يجري في دولة الإمارات وبالتحديد في دبي؟
عدت أتأمل بعض مشاريعنا التي تعمل ضمن إطار شركة ممتلكات وهيئة سوق العمل ومحاولة إحياء شركة طيران الخليج بالقوة وموضوع المشاريع المتعثرة التي كثيراً ما صدع تجارنا رؤوسنا بها وبسبب بخلهم وجشعهم يتحملون مسؤولية هذا التعثر، ثم يأتون يشتكون للحكومة لتنقذهم، عدت أتأمل ذلك وأسأل نفسي لماذا ينجح الآخرون ونخفق نحن؟ لماذا تنطلق مشاريع البعض في المنطقة وتخفق مشاريعنا رغم الخبرة والتاريخ العريق في العمل هنا؟
حينما تأملت ذلك اكتشفت أنه منذ أن بدأنا العودة للوراء عن قواعد النهضة الأولى التي رسمت خطة البحرين في البناء، ودخل التجريب والتعديل والمحاولات العشوائية، بدأنا نتراجع، ومن الاسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة سوء الإدارة، نعم سوء الإدارة حينما تسلم المشاريع لأشخاص غير مؤهلين ومن غير المؤمنين بالنجاح والازدهار وكل مؤهلاتهم علاقاتهم الشخصية، هنا تكمن المصيبة، والدليل في واحدة من النماذج أن طيران الخليج التي حاولنا لسنوات تعويمها وإخراجها من عثرتها لم تستطع كل المحاولات إلا ان تبقيها تعمل في وقت رأينا أساطيل الآخرين تنمو بالمئات وهنا يطرح السؤال السري: لماذا لم نعد ننجح في البحرين في السنوات الأخيرة فيما كنا من قبل صناع النجاح؟
إن قصص النجاح تحتاج لبيئة حاضنة ولأشخاص أكفاء مؤمنين بوطنهم وقادرين على تجاوز المألوف والابتعاد عن الجشع والاهتمام بالنجاح من منطلق أن هذا النجاح ليس للأشخاص ولكنه للوطن، حينما ينجز برج خليفة والبرج الجديد القادم فهو يحمل اسم دبي ولهذا لا يتعثر ولكن حينما نتحدث عن مشاريع كأبراج المارينا ويست وغيرها على سبيل المثال فإنها لم ترفع اسم البحرين منذ البداية وكانت مجرد مشروع شخصي ربحي خاص ولن أزيد على ذلك.
ان قصص النجاح لابد أن تؤمن بالوطن وتنطلق من إيمان بالوطنية وتنظر للنجاح من هذا المنظور وليس من خلال المحاولات التجريبية والقفز على القواعد وتجاهل الخبرات وإحلال المجربين والمبتدئين والخريجين الجدد الذين كنزهم الوحيد المغامرة غير المدروسة.
لا أريد ان اسبب الاحباط لوطننا ولا لشعبنا فنحن في البحرين نملك من الكفاءات والخبرات ما لا يملكه الآخرون بدليل ما انجزناه في الماضي فقط لو نعود لسياسات الماضي ونستلهم النجاح من أولئك الذي قادوا قصة النجاح الأول المتمثلة في سمعة البحرين قبل عشرين عاماً حينما كان اسماً عالمياً وقصة نجاح دولية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية