العدد 2742
الأحد 17 أبريل 2016
banner
شاءت الأقدار ذلك
الأحد 17 أبريل 2016

أصبحت إيران وميلشياتها وأحزابها يدا حتى في الطبيخ، ففي العراق ولبنان وسوريا واليمن تغيرت ديموغرافية المكان وأصبحت الشوارع في تلك الدول خالية، ولم يبق في شوارعها الأسطورية إلا بعض العجائز، واختفت عن تلك الحارات التي نشأت فيها أساطير الصلوات الإسلامية والمسيحية والسريانية والمندائية، الأفراح والرثائيات، ولا تسمع اليوم الا النحيب، وعندما تفتش عن وجوه صافية قد ذبلت ووحدها دموع الأمهات التي تبكي تراها بتلك الشوارع المهدمة فأصبح الموت ثمن الشجاعة في تلك الدول لأنك لا تنحني لرغبة الولي الفقيه، ويجب عليك أن تجعل من  تفكيرهم ينحصر بمنع وصول العلمانيين يمينهم ويسارهم لمقاعد برلمان أو وزارة أو إدارة حتى وإن كنت مؤمنا بقضيتك وحبك وطنك لكنك لا تتفق بميولك مع شخير هذا الفحل فإنه سيرسل لك ملثما وينتهي أمرك حينها. لقد أصبحت المفخخات والسكاكين والكواتم تنهش رقاب شعوب تلك الدول كما حدث للهنود الحمر وشعب الأزتك وقبائل الزولو. إنه موت لا معنى له سوى التعصب التاريخي، صنعه تدوين بكتابة تاريخ هذه الأرض فأصحبوا يدفعون ثمن الأساطير التي زيفها المدونون الذين لا ينتمون للحقيقة بشيء. اتخذوا من الدين غطاء وذريعة لنهبهم وقتلهم وإشاعة الفوضى في دولنا المستقرة، لقد أصبح الموت بسبب المليشيات يغلي في قدورنا كما تغلي الثمرة الخضراء في مطابخ اهل العراق والشام ولبنان واليمن ونسمع من خلف الجدران نحيب الثكالى مع موسيقى الدمعة منذ شبعاد وقيثارتها التاريخية.
قرأت لأحد الحكام البريطانيين في مقاطعة لإحدى الدول العربية وهو يقول إن شعوب هذه المناطق يأتون لمدافعنا كما تأتي اسراب البط الى فتات الخبز الذي يطفو فوق الماء، إذا الغرب والإيرانيون يروننا فتاتا يطفو فوق الماء وعلى جميع العالم أكلنا من اميركا أو بريطانيا أو ايران وأصبحوا يتفننون في القتل  فمنهم من يأتينا ليمارس هواية الوصول للجنة بسرعة الطائرة فيفجر نفسه وسط الأبرياء أو تأتينا تلك السرايا المليشياوية الملثمة التي لا تستمتع بليلها الا برمي جثث ضحاياها على حافة السدود أو على ارصفة الشوارع، ولكن لدي سؤال ماذا لو كانت إيران جارة لبريطانيا أو أميركا وفعلت ما فعلته؟ الجواب لكنا رأينا رقاب ولاتهم ومسؤوليهم تتدلى كأرجوحة الأطفال، وماذا لو كان حزب الله وبشار جارا لتلك الدول وفعلوا ما يفعلونه اليوم؟ على ما اعتقد سنرى حبال المشنقة تتلوى على جثثهم كأفعى ماجنة، إذا اليوم ان تقتل في تلك الدول... إذا أنت شجاع!!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية