العدد 2742
الأحد 17 أبريل 2016
banner
اختصاصك أيها النائب هو “المواطن” وليس العضو البلدي!
الأحد 17 أبريل 2016

“النواب يفزعون للبلديين بزيادة رواتبهم وعلاواتهم، علاوات اجتماعية وبدل سيارة وبدل هاتف وتأمين صحي”.
كان هذا خبرا تصدر الصفحات الأولى في الجرائد نهاية الأسبوع الماضي وشكل صدمة جديدة للمواطن على أوسع نطاق، وهذه الصدمات المتتالية سيكون لها الأثر البارز في انعدام الثقة في المجلس النيابي، كيف لا وأصوات اليأس والتشاؤم أصبحت في كل مكان، ففي الوقت الذي كان فيه المواطن يريد من المجلس النيابي تحقيق المكاسب له والعمل المستمر من أجل زيادة راتبه وتحسين معيشته، نراه يناضل من اجل “البلديين” ويريد تحقيق الانتصار الأكبر لهم وليس للمواطن المسكين الذي يعيش الهموم المتزايدة.
ما الذي يحدث بالضبط في الواجهات البرلمانية ومن الذي يعمل بشكل مضاد ضد طموحات المواطن ويتعمد عدم متابعة الملاحظات وتطويرها باستمرار؟ أيهما اهم، المواطن أم العضو البلدي الذي يلعب دورا هامشيا؟ أيهما أحق بالوقفة والاهتمام الأكبر، المواطن الذي يجابه أعاصير الغلاء أم العضو البلدي الذي “يفتر نص ساعة” بسيارته في الأحياء ويشرف على تنظيف زاوية أو مجمع؟ من هو الاحق بالاستحواذ والوقت والجهد والتقدم بالطلبات والفزعة.. المواطن أم العضو البلدي الذي يجلس في مكتبه ويتجاهل طلبات أهل الدائرة ويمتد فشله في كل مكان؟
إن هذه الأدوار التي يسجلها بعض النواب والتميز في خدمة أشقائهم البلديين وعمليات التدقيق في الرواتب والمكافآت وغيرها لهم، تبرهن على اننا نعيش وضعا مأساويا حقا ولا نريد أن يأتي علينا اليوم الذي نقول فيه لا سمح الله إن النواب أصبحوا العدو الأول للشعب، فالتناقض واضح يا اخوان... تحالفكم مع البلديين لرفع رواتبهم وعلاواتهم وتقديم التسهيلات اللازمة لمساعدتهم ينسف العديد من أقوالكم وشعاراتكم الرنانة ايام الانتخابات، حيث كل واحد منكم كان يقول عندي التوجه الصادق نحو توفير الحياة الكريمة للمواطنين، وقادر على تحمل المسؤولية وكل الاعمال التي سأقوم بها ستراعي مصالح المواطنين ولكننا اليوم نرى تغييرا في العملية والبوصلة مائلة بوضوح نحو رئيس ونائب رئيس وأعضاء المجالس البلدية وتجاهل صريح لأنات المواطنين والابتعاد عن خدمتهم. أنتم بهذه الفزعة  أثبتم عجزكم عن تطبيق سياسة موحدة وبدرجة فعالة لمتابعة كل ما يفيد المواطن ورفع التوصيات والقرارات التي تصب في مصلحته.
ذهب المواطنون إلى صندوق الاقتراع واختاروك كنائب لخدمتهم واقتراح المشروعات والقوانين المتعلقة بتحسين معيشتهم وليس من اجل تحقيق الرفاهية للعضو البلدي والمطالبة بتحسين أوضاعه وراتبه. اختصاصك أيها النائب “أنا المواطن” وليس العضو البلدي. أنا من يفترض ان تنتبه له وتعمل من اجله وليس من يجلس خلف مكتبه وينظر الى الناس من النافذة. أنا من يحتاج منك ايها النائب خطة متكاملة شاملة للنهوض بمستوى معيشتي ومضاعفة دخلي وليس هو... من حق كل انسان ان يتكلم عن نفسه، وأنا كمواطن أرفض رفضا قاطعا هذه الفزعة المدمرة للسادة بعض النواب وهذا النهج الخاطئ الذي سيزيد الخصومات وسيكون بلا شك نقطة تحول حاسمة في ثقة الموطن بالنواب وهي ثقة عمليا وصلت الى اوضاع متردية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية