العدد 2740
الجمعة 15 أبريل 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
مربع ذهبي مخالف للتوقعات!!
الجمعة 15 أبريل 2016

برشلونة، ريال مدريد، بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان، هذه الفرق التي كانت من المفترض أن تشكل المربع الذهبي لدوري الأبطال بحسب ما كان متوقعًا من أغلب المواقع والمحطات الإعلامية الرياضية والتي تبدو منطقية في ظل المستويات العالية التي يقدمها هذا الرباعي في البطولة مع الوضع في الاعتبار حجم المنافسين الذين تصادموا معهم في دوري الثمانية والذين يعتبرون أقل من حيث الجودة والقوة، لكن 50 % فقط تحقق من ذلك، ريال مدريد وبايرن ميونيخ تأهلوا فعليًّا بينما ودع باريس سان جيرمان وبرشلونة البطولة برأس منحنية تحت التراب!!.
قد لا يشكل خروج باريس سان جيرمان مفاجأة كبيرة بسبب أن مانشستر سيتي الذي أقصاه من البطولة ليس في مستوى أقل بكثير عن البي اس جي، وبالتالي كانت قوة الفريقين متقاربة لحد كبير ولا توجد أفضلية مطلقة لفريق على حساب الآخر، ثم أن الفريق الباريسي في الأساس لم يعتد التواجد في الأدوار المتقدمة من البطولة ودائمًا ما كان يصل لهذه المرحلة (دور الثمانية) ويفقد بعدها العزيمة والثقة ويودع مبكرًا.
في حين أن خروج برشلونة من البطولة أثار الجدل الكثير في مختلف الوسائل الإعلامية التي أعطت المساحات الكثيرة للحديث عن هذا الخروج المفاجئ لحامل اللقب مبكرًا بسبب أن برشلونة كان هو المرشح الأبرز للذهاب بعيدًا في البطولة ومن ثم إحراز اللقب والمحافظة عليه، بيد أن ثمة متغيرات طرأت وعكست المعادلات وغيرت المعطيات وقلبت الأمور رأسًا على عقب، فبرشلونة قبل التوقف الدولي الإجباري كان يتربع على العرش محليًّا ويتصدر الدوري بفارق مريح عن جميع منافسيه، ومن كثر ما كان برشلونة متألقًا، وصل الحال للبعض لتوقع أن يحسم البلوغرانا لقب الدوري قبل جولات كثيرة من الختام، بالإضافة إلى أنه كان مبدعًا في دوري الأبطال وقدم مستويات كبيرة وازت مستواه المحلي حتى وصوله لدور الثمانية، نقطة التحول التي غيرت المسار وجعلت البرشا يسير باتجاه معاكس هي العودة بعد فترة التوقف الدولي، خسارة الكلاسيكو، خسارة سوسيداد وخسارة اتلتيكو في الشامبينزليغ، 3 خسائر من أصل 4 مباريات متتالية تؤكد قطعيًّا أن برشلونة لم يكن في وضعه الطبيعي، فقد أصبح أسد بلا أنياب!!.
أسباب كثيرة أدت لانتكاسة برشلونة المفاجأة سواءً بالخروج المر من دوري الأبطال آم بوضعه الحالي الذي لا يبدو مطمئنًا في الدوري ولا يسع المجال لذكرها تفصيليًّا، لكن بكل تأكيد يتحمل لويس انريكي هذه المسؤولية بالدرجة الأولى لعدم امتلاكه لمقومات المدرب المحنك في التعامل مع وضعية الفريق في أحلك الظروف كما كان الحال عليه الفريق في الثلاث مباريات التي خسرها، بالإضافة لأسباب أخرى تتعلق بتراجع مستوى ميسي بشكل غريب ويبدو أن فضيحة أوراق بنما قد لعبت دورًا بذلك.
بكل تأكيد هذه الخسارة ستلقي بظلالها على مستوى الفريق في بقية المراحل من الموسم خصوصًا فيما يتعلق بالليغا الأسبانية تحديدًا، إذ سيؤثر هذا الخروج المؤلم من دوري الأبطال على معنويات الفريق وقد يهز الثقة في نفوس لاعبيه وبالتالي قد تكون الطريق ممهدة لفقدان لقب لدوري بعد أن كان قريبًا جدًّا من المعقل الكاتلوني!!.
أما المتأهلون الأربعة للدور النصف نهائي، فيعتبر اتليتكو مدريد هو الفريق الأكثر إقناعًا من بين جميع الفرق المتأهلة، حيث قدم مستويات كبيرة في المباراتين وعرف كيف يتعامل مع خطورة لاعبي برشلونة من خلال التنظيم الدفاعي المحكم والمتقدم وإجادة اللعب في الكرات العكسية وقد أثمرت فلسفة دييجو سيميوني في تأهل الفريق بكل جدارة واستحقاق، اتليتكو بشكل مختصر هو الفريق الأكثر اكتمالاً من بين الأربعة المتأهلين من حيث القوة الدفاعية والقدرة على تسجيل الأهداف الكثيرة.
أما ريال مدريد فقد كان منظمًا للغاية أمام فولفسبورغ وقدم مستوى باهر من الناحيتين التنظيمية والتكتيكية بالإضافة للالتزام العالي للاعبين في الأدوار المناطة لهم داخل الملعب وهذا ما جعلهم يسيرّون المباراة بالطريقة التي أرادها المدرب زين الدين زيدان كما ينبغي، وقد قدم النجم البرتغالي رونالدو أفضل مبارياته هذا الموسم وتمكن من تسجيل ثلاثية قضت على آمال فولفسبورغ الذي كان الأقرب للتأهل حسابيًّا.
رغم أن الريال تأهل بجدارة واستحقاق، إلا أننا يجب أن لا نغفل عن أمر مهم للغاية، وهو أن التأهل جاء على حساب أضعف فرق هذا الدور والذي بدوره عانى الامرين في اللقاء خصوصًا بعد الخروج الإجباري لأبرز لاعبيه مبكرًا من اللقاء بداعي الإصابة، لذلك يجب على ريال مدريد أن لا يسرح بالأحلام وأن يعود لواقعه سريعًا، فالثلاثة المتأهلون سيكونون أقوى بكثير من فولفسبورغ إذا ما واجهوا الريال في الدور القادم!!.
بايرن ميونيخ استمر في تقديم مستوياته المتذبذبة ونجح بالتأهل بدون أن يقنع كما كان حاله عندما أقصى يوفنتوس من البطولة في المرحلة السابقة، العملاق البافاري بهذا المستوى غير المقنع ربما لن يستطيع إحراز اللقب وقد تكون نهاية غارديولا معه مؤلمة للغاية!!. أعتقد إن البايرن قد يتأهل للنهائي في حال واجه مانشستر سيتي في الدور القادم فقط، أما في حال اصطدم مع ممثليّ مدريد سيكون خروجه متوقعًا للغاية!!.
أما مانشستر سيتي فيبدو أنه لن يستطيع الذهاب لأبعد من ذلك في البطولة، السيتيزنز لازال ينقصه الكثير لكي يحقق لقب الكأس ذات الأذنين وبالوضعية الحالية للفريق لا يمكنه عمل الأكثر، تبقى حظوظه قائمة بإحراز اللقب لكنها جدًّا ضعيفة!!.
أخيرًا، وبغض النظر عما ستفرزه قرعة الدور النصف نهائي من مواجهات، أرى أن مانشستر سيتي سيكون هو الحلقة الأضعف بين هؤلاء الأربعة، في حين أن اتليتكو مدريد هو الأقوى من بينها والمرشح الأبرز لإحراز اللقب!!. الخلاصة أن الكل سيبحث عن السيتي والكل سيتوسل ليتجنب اتليتكو في القرعة!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية