برشلونة X*اتليتكو مدريد
بعد أن كان برشلونة هو المرشح الأبرز لتجاوز عقبة اتليتكو مدريد والمضي قدمًا حتى المباراة النهائية وإحراز لقب دوري الأبطال لهذا العام، لم يعد الأمر كذلك الآن والحال تغيّر كثيرًا وبالتحديد منذ العودة من الوقفة الإجبارية لأداء المهام الدولية قبل أسبوعين، إذ عودة برشلونة كانت سلبية للغاية ولم تكن بنفس العطاء والقوة التي كانت عليها من قبل الوقوف الإجباري، فمنذ أن عادت عجلة البطولات الأوروبية للدوران، لعب برشلونة خلالها ثلاث مباريات كانت نصيبه منها خسارتين موجعتين، أولها خسارة معركة الكلاسيكو لصالح الغريم التقليدي ريال مدريد وبعدها السقوط المدوّي أمام “العقدة” ريال سوسيداد، ما أسهم في تراجع حظوظ بلوغرانا للفوز بلقب الليغا مع تضاؤل فارق النقاط الذي يفصله عن ملاحقيه المباشرين بعد أن كان يغرد وحيدًا خارج السرب.
حتى فوزه على اتلتيكو مدريد في لقاء الذهاب على ملعب الكامب نو لم يكن مقنعًا على الإطلاق ولعبت العديد من الظروف لصالحه ليحرز نتيجة الفوز فيها خصوصًا بعدما تعرض الاتليتكو لحالة النقص العددي في وقت مبكر من المباراة وكان حينها متقدمًا بالنتيجة مما اضطر لإكمال المباراة بعدد لاعبين أقل لأكثر من 60 دقيقة تقريبًا، وهذا وقت كبير لا يمكن الصمود فيه حتى النهاية بنفس التركيز، لذلك نجح برشلونة في قلب الطاولة على كتيبة المدرب سيميوني وعكس نتيجة اللقاء النهائية لصالحه.
هاتان الخسارتان المحليتان والمستوى الباهت الذي قدمه برشلونة في لقاء الذهاب أمام اتليتكو قد يسهم في اهتزاز ثقة الفريق مما قد يؤدي لاختلال التوازن ومن ثم التأثير على شخصية الفريق المعتادة، وهذا ما قد يعرضه لفقدان كل البطولات التي ينافس عليها محليًّا وأوروبيًّا بعد أن كان يلامس أطرافها، لذلك زيارة برشلونة لملعب الفيسنتي كالديرون ستكون محفوفة بالمخاطر خصوصًا وأن النتيجة المطالب فيها الروخي بلانكوس لإقصاء برشلونة من الشامبينزليغ لا تبدو صعبة ولا تبدو مستحيلة واتليتكو قادر على فعلها، تسجيل هدف يتيم ومن ثم المحافظة عليه حتى النهاية سيكون كافيًا لإخراج برشلونة برأس منحنية من أقوى بطولات العالم!!.
من النواحي الفنية والتكتيكية، اتلتيكو مدريد يبدو منظمًا أكثر ويلعب بتوازن عالٍ أفضل من برشلونة، ويتضح ذلك من خلال قدرته على تسجيل الأهداف الكثيرة وتميزه بصلابة الدفاع التي جعلته واحدًا من أقوى الخطوط الدفاعية على مستوى القارة العجوز، في حين أن برشلونة يمتاز بقوة هجومية ضاربة يقودها الثلاثي الخارق الـMSN في الوقت الذي تعتبر خطوطه الدفاعية هي نقطة الضعف الواضحة في الفريق ويتضح ذلك من خلال كمية الأهداف الكثيرة التي دخلت شباك البلوغرانا في المباريات الماضية، فكان يواجه صعوبات كبيرة في إبقاء شباكه عذراء في أغلب المباريات التي خاضها حتى أمام الفرق المغمورة!!. لذلك ميزان الكفة في هذه المباراة سيميل أكثر لأتليتكو مدريد لتوافر جميع العناصر الذي يحتاجها للفوز باللقاء في حال لو افترضنا أن كلا الفريقين سيكونان في أفضل حالتهما الفنية في المباراة.
من المتاعب الكثيرة التي قد يواجهها برشلونة في لقاء اليوم، أن نجمه وملهمه الأول ليونيل ميسي لا يمر بفترة طيبة على الإطلاق ويقدم مستويات متذبذبة لا تليق باسمه وبتاريخه الكبير، وكما يعلم الجميع أنه في حال لم يكن ميسي في وضعه الطبيعي فإن برشلونة بأكمله لن يكون كذلك، وعلى ما يبدو أن الفضيحة التي أشغلت الرأي العام والمعروفة بأوراق بنما المتعلقة بالتهرب الضريبي لشخصيات سياسية ورياضية بارزة ومنها ميسي قد أثرت عليه كثيرًا وجعلت مستواه يتراجع بعض الشيء.
يصعب جدًّا التوقع في مباراة اليوم، فكلا الفريقين قادران على التأهل ولا توجد أفضلية مطلقة لفريق على حساب الآخر، فبالعزيمة والإصرار والحماس والتسلح بسلاحي الأرض والجمهور قد تسهم في تأهل اتليتكو للدور الرباعي للمرة الثانية في آخر 3 سنوات، وبالخبرة وشخصية الفريق القوية وبمهارات لاعبيه الفذّة قد يتمكن برشلونة من الخروج من مأزق الروخي بلانكوس بسلام. لذا أضع احتمالية الترجيح متساوية بين الفريقين ولا أفضل فريق على حساب الآخر، لكن على برشلونة أن يدرك جيدًا أنه في حال فقد فرصة المنافسة في البطولة وغادرها فإن ذلك سينعكس سلبًا على أداء الفريق في الدوري أيضًا بسبب الروح المعنوية المنهزمة التي سيجنيها الفريق جراء هذا الخروج المرّ وقد تكون سببًا كافيًا لينهي برشلونة الموسم صفر اليدين!!.
*بنفيكا X بايرن ميونيخ
المدرب غارديولا وكتيبته البافارية اختاروا الحل الصعب لتجاوز عقبة بنفيكا والتواجد في الدور النصف نهائي المعتاد عليه في السنوات الاخيرة بعد أن عجزوا عن تأمين نتيجة الذهاب في معقل اليانز أرينا وأنهوا اللقاء بفوز عسير بهدف نظيف قد لا يكون كافيًا للعملاق البافاري للتأهل وإقصاء بنفيكا، خصوصًا وان بايرن ميونيخ ابتسمت له القرعة كثيرًا بوقوعه مع أضعف منافس في هذا الدور مع فولفسبورغ الألماني.
رحلة البايرن للبرتغال ولملعب النور تحديدًا ستكون معقدة ومرهقة للفريق وقد يذوق فيها الأمرّين، فالفرق البرتغالية بشكل عام يصعب مواجهتها على اراضيها وغالبًا ما تخسر أو تتعثر الفرق الزائرة هناك، لذلك ستنتظر البايرن مهمة شاقة جدًّا قد لا ينجو منها وإن نجا فستكون بشق الأنفس!!.
بنفيكا فريق منظم للغاية ويلعب بتوازن كبير يشبه توازن فريق اتليتكو مدريد خصوصًا من النواحي الدفاعية وأكد في مباراة الذهاب أنه قادر على إيقاف خطورة البايرن الهجومية والحد من خطورتها، وهذا ما يؤرق غارديولا تحديدًا، فالقوة الدفاعية التي يتحلى بها الفريق البرتغالي قد تسهم في الإطاحة بفريقه!!.
لكن رغم هذا سيبقى العملاق البافاري هو المفضل لتجاوز بنفيكا، سيدخل هذه المباراة بتركيز عال لكي يتجنب سيناريو خسارة بورتو الموسم الماضي بثلاثية لا تنسى!!.