العدد 2737
الثلاثاء 12 أبريل 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
معارك “الأبطال” (1-2)!
الثلاثاء 12 أبريل 2016

تُفتتح اليوم مباريات الإياب للدور الربع نهائي لدوري أبطال أوروبا بلقاءين مشتعلين، يجمع الأول ريال مدريد وفولفسبرغ في العاصمة مدريد، بينما سيحتضن ملعب الاتحاد لقاء عاصف آخر سيكون أطرافه صاحب الأرض مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان الفرنسي، في حين ستكتمل مباريات المرحلة غداً بلقاءين مهمين آخرين بين أتلتيكو مدريد وبرشلونة، وآخر يجمع بين بنفيكا وبايرن ميونيخ في البرتغال، وسأحاول من خلال هذا المقال أن أتحدث بشكل موجز عن السيناريوهات المحتملة والتوقعات التي من الممكن أن تؤول لها هذه المباريات بناءً على بعض المعطيات والقياسات، والتي قد تصيب وقد تخيب.

* ريال مدريد x فولفسبورغ
مما لاشك فيه أن خسارة مدريد في ملعب الواجن أرينا في ألمانيا كانت مفاجأة نوعاً ما، ولم تكن نتيجتها النهائية منتظرة على الإطلاق خصوصاً وأن الفريق الملكي كان داخلاً هذا اللقاء، وهو بمعنويات مرتفعة للغاية نظير الفوز الكبير الذي حققه على غريمه التقليدي برشلونة في الكامب نو، بعض التوقعات التي سبقت اللقاء وضعت احتمالات كثيرة من ضمنها أنه من الممكن أن يخسر ريال مدريد اللقاء أمام فولفسبرغ؛ لأنه لا يملك سيرة جيدة في زياراته لألمانيا تحديداً، لكن أن يخسر اللقاء بفارق هدفين هذا الذي لم يكن منتظراً على الإطلاق، ولا أعتقد أن أي متابع كان يراهن على هذا السيناريو.
مهمة ريال مدريد في موقعة السنتياغو بيرنابيو اليوم ستكون صعبة ومعقدة جداً، لكن ليست بالمستحيلة والبعيدة المنال، زيدان ستكون على عاتقه مهمة كبيرة جداً في تهيئة لاعبي الفريق نفسياً ومعنوياً قبل خوض هذا اللقاء، يجب عليه أن يطلب من لاعبيه التركيز العالي طوال التسعين دقيقة واللعب بمجهود بدني مضاعف وتقليل الأخطاء خصوصاً على الصعيد الدفاعي واستغلال جميع الفرص المتاحة للتسجيل دون تفريط، فإن توافرت كل هذه المقومات في لاعبي مدريد اليوم سيتمكنون من تحقيق النتيجة المطالبين فيها، ومن ثم إقصاء الفريق الألماني والتأهل على حسابه. أما في حال لم يحدث ذلك وفقد الفريق أحد هذه العناصر في اللقاء، فبالطبع سيكون مصيره الخروج من البطولة من بابها الضيق.
صعوبة المهمة التي تواجه المرينغي اليوم ليست في قدرته على تسجيل ثلاثة أهداف أو أكثر إذا ما أراد التأهل، إنما تكمن صعوبة مهمته في كيفية الحفاظ على نظافة الشباك لتسعين دقيقة دون أن تهتز، خصوصاً وأن الفريق الملكي يعاني التنظيم الدفاعي في المباريات الأخيرة التي خاضها، وكان من النادر أن ينهي مبارياته بشباك عذراء حتى أمام بعض الفرق المغمورة! يجب على زيدان أن يدرك ذلك جيداً أن أي هدف ألماني في السنتياغو بيرنابيو سيكون بمثابة المسمار الأخير في النعش الأبيض، من الصعب أن ينجح الريال حينها في قلب الطاولة على فولفسبورغ والتأهل من بعيد.
من الصعوبات التي سيواجهها الريال اليوم أيضا رغبة وطموحات الفريق الألماني الباحث عن صناعة التاريخ للمرة الأولى في تاريخه، فمعنويات لاعبي فولفسبورغ مرتفعة للغاية وأمامهم فرصة تاريخية ليكونوا من بين الأربعة الكبار في أوروبا، وقد لا تتكرر من جديد، هم لا ينظرون لهذه الفرصة التاريخية فقط من هذا الجانب، إنما سيعظمون إنجازاهم أكثر؛ لأنه سيكون على حساب سيد أبطال أوروبا على مر العصور، وهذا ما سيزيدهم إصراراً ورغبةً على خوض أهم لقاء في تاريخهم بكل روح وإصرار!!..الحذر يا ملوك!

* مانشستر سيتي x باريس سان جيرمان
مباراة أخرى أيضا لم يكن السيناريو الذي انتهى عليه اللقاء منتظراً بتعادل الفريقين بهدفين لهدفين على ملعب الأمراء في باريس، فكل المؤشرات قبلها كانت تدعو إلى أن الفريق الباريسي سيتجاوز عقبة السيتيزنز ويؤمن لنفسه نتيجة مريحة قبل التوجه لإنجلترا، بيد أن “البي اس جي” قدم مستوى متواضعا نوعاً ما وخالف كل التوقعات التي وضعته ليكون الفريق الثالث على مستوى البطولة برمتّها من حيث القوة بعد برشلونة وبايرن ميونيخ.
في الحقيقة لا أجد أعذاراً مقبولة لمدرب باريس لوران بلان في حال لم يتأهل فريقه للدور القادم، فالفريق الفرنسي يمتلك كل المقومات المتاحة لنجاح أي فريق يبحث عن صناعة المجد من حيث جودة ونوعية وكمية اللاعبين المتاحين له، بالإضافة إلى أن فريقه قد أجهز على الألقاب المحلية مبكراً ولم تعد تشغله أي مهمة أخرى سوى مهمة الشامبينزليغ، وبالتالي من الناحيتين الذهنية والجاهزية لخوض منافسات دوري الأبطال، أرى أن باريس سان جيرمان هو الأفضل من بين جميع الفرق المتواجدة.
مدرب السيتي مانويل بليغريني يعيش تحديا كبيرا بينه وبين ذاته قد لا يشعر فيه إلا من كان في موقعه ومر بظروفه نفسها، فليس سهلاً أن يتم الاستغناء عن المدرب في منتصف الموسم والإعلان عن المدرب البديل له فوراً ومطالبته بعدها بالاستمرار في مهمته حتى نهاية الموسم، فشعوره سيكون محبطاً بكل تأكيد وسيشعر أنه ليس مدرباً كفؤًا، لذلك هو يعيش صراعاً ذاتياً يكمن في كيفية تحقيق اللقب لفريقه فقط ليجعل إدارة النادي تعض أصابع الندم على قرار إقالته!
عموماً، هي ستكون مباراة تاريخية لأن الفريقين لم يتأهلا من قبل للدور الرباعي للبطولة، وبالتالي ستعتبر هذه المباراة أهم مباراة في تاريخ الفريقين، كلاهما يدرك أنها فرصة قد لا تعاد مجدداً أو ربما تعود بعد زمن طويل، لذلك كلاهما سيسعيان لعدم ضياع هذه الفرصة التاريخية مما ينذر بأن يكون اللقاء عاصفاً ومثيراً حتى دقائقه الأخيرة.
من الناحية الحسابية مانشستر سيتي يبدو الأقرب للتأهل، لكن مازلت مؤمناً بأن “البي اس جي” بإمكانه التأهل من ملعب الاتحاد، كما تأهل العام الماضي من ملعب الستامفورد بريدج، هو يجيد اللعب في الأراضي الإنجليزية أكثر من ملعب الأمراء في باريس!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .