العدد 2736
الإثنين 11 أبريل 2016
banner
نساء خالدات دون “السيداو”
الإثنين 11 أبريل 2016


هل هناك حاجة لتدخل منظمات الأمم المتحدة في الشأن الداخلي السياسي والآن الاجتماعي والثقافي؟ هل الموافقة على وثيقة السيداو ضرورة ملحة يحتاجها المجتمع البحريني؟ أو هل هناك عيب في مجتمعنا الذي يضرب به المثل في الالتزام والتحضر والترابط الأسري بل الترابط بين كل أفراد المجتمع، هل ينقص المرأة اليوم شيء في ظل القيادة الرشيدة، هل هناك قضايا معلقة للمرأة في المحاكم لم يتم البت فيها لصالح المرأة ورفع الظلم عنها؟ هل هذا المجتمع الطيب الذي أنتج أجيالا متعاقبة من النساء التي لهن من المآثر، وأول مآثرهن صناعة الرجال الذين يتبوأون اليوم زمام الأمور في الدولة، كما تبوأن أرفع المناصب وأصعب المهام، نساء استطعن بناء شأن لهن ومكانة، محلياً ودولياً دون وثائق ولا سيداو الأمم المتحدة، الأمم المتحدة اليوم تشهد ذبح النساء في العراق وسوريا وبورما وإيران دون أن تحرك ساكنا، تستباح أعراضهن في السجون، فكم بلغ عدد النساء الأسيرات في سجون العراق وسوريا وإيران، وأين وثيقة سيداو لكي تنتصر لهن وتدافع عنهن، وأين وثائق الأمم المتحدة عنهن، أو انهن نساء انتهى أمرهن فلا يحتجن السيداو، وذلك عندما تكون وثيقة السيداو مستقصدة النساء ممن تربين في أكناف أسرهن، نساء عفيفات لا يخرجن عن طوع أولياء أمورهن، ولا يهدمن أسرهن بدعوى تحقيق الذات، ألا وهي الأنانية عندما تضحي المرأة بأهلها وزوجها وأبنائها، أو تضحي الفتاة بوالدها وأخيها باسم نيل الحرية التي تدفعها في سن صغيرة إلى التخبط في عالم مظلم لن يرحمها ولن يرحم ضعف عواطفها أو صعوبة ظروفها، بل سيستغلها عديمو الضمير أبشع استغلال، فهل ستأتي بعدها الوثيقة لتنتصر لها لتعود لها كرامتها ومكانتها في المجتمع، ذاك المجتمع الذي أحاطها بالرعاية والاحترام، احترمها كأم وزوجة وأرملة ومطلقة وفتاة تربت على الفضيلة ونالت أعلى تعليم وشغلت أعلى المناصب، فهاهي الوزيرة والطبيبة والقاضية والضابطة والمعلمة والمهندسة والمحامية، كلهن نساء استطعن أن يحققن ذاتهن لخدمة مجتمعهن، وإيجاد مكانة لهن بكل سهولة، وبدون سيداو.
نساء خالدات في التاريخ، مازالت أسماؤهن حية كأنهن أحياء بيننا، نساء خضن معارك وكن الأمهات والزوجات للأنبياء، وشغلن أعلى المناصب في الدولة الإسلامية، فهاهي السيدة خديجة بنت خويلد مارست التجارة وكانت صاحبة مال وهي من سألت الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج منه وهي من شدت أزره، ودثرته، وهاهي عائشة رضي الله عنها راوية الحديث الذي أصبح حديثها مصدق ومؤكد عن الرسول وصار اسمها يرافق أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، يستشهد بحديثها إلى يوم الدين، وهاهي الصحابية أم حرام بنت ملحان رضي الله عنه لم يمنعها زوجها ولا أبناؤها من اللحاق بالجيوش الإسلامية لفتح قبرص، فتسقط شهيدة.
إنها شريعة الإسلام التي رفعت المرأة وحررتها من العبودية والرضوخ، فولي الأمر لا يملك حرية زواجها إلا بإذنها، وكذلك تذهب مكرمة مصونة إلى بيت زوجها ليلزم بالنفقة عليها، كما سمح لها الطلاق متى ما أرادت واحتفاظها بكامل حقوقها بعد الطلاق، وهاهي سورة في القرآن اسمها “االنساء” قد فصلت حقوق المرأة ومكانتها، وسورة أنزلت فيها اسمها سورة “المجادلة” عندما سمع الله تحاورها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وهاهي مريم بنت عمران تتولى رعاية نبي الله عيسى دون زوج ويكفل الله رزقها ويبرأها من البغي على لسان طفلها وهو في المهد، وكذلك هي آسيا زوجة فرعون الذي بنى الله كرامة لها واستجابة لها ففتح لها أبواب السماء حتى رأت بيتها في الجنة فضحكت واستبشرت، فأية كرامة للمرأة أكبر من ذلك، كرامة لا تستطيع أية وثيقة في الأرض أن تمنحها، فكيف بوثيقة صادرة من ما تسمى الأمم المتحدة، التي لم تأت بهذه الوثيقة إلا لتمزق المجتمع المسلم، ولا يكون ذلك إلا من خلال أن تكون المرأة رجلا، ويكون الرجل امرأة. 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .