العدد 2735
الأحد 10 أبريل 2016
banner
مصنع الكذب الدولي
الأحد 10 أبريل 2016

مصنع الكذب والتدليس الغربي لا يتوقف عن إنتاج السلع والماركات العالمية في الكذب واللف والدوران على الدول العربية وخصوصا الدول الخليجية وتحديداً الدول الخليجية الثلاث المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لأن هذه الدول اليوم تقود حلبة التصادم مع الفرس حيث يحاول الغرب اللعب على العلاقة المتوترة بيننا وبين الدولة اللاهوتية المارقة من اجل استمرار استنزاف المنطقة، كيري يدلس كما رئيسه في البيت الدمر، الإدارة الأميركية بمجملها في هذا العهد بالذات تحولت إلى مصنع للكذب والمشكلة أن ثمة بعض السياسيين يصدقون أميركا وطابورها الغربي، تماماً مثلما يصدقون بوق أميركا في الأمم المتحدة، وسآتي على ذكره لاحقاً وهو بان كي مون، الذي اعتبره شخصياً عميلا من الدرجة الأولى للإدارة الأميركية ولا يخرج عن خطها ويعمل في إدارتها طوال مدته التي ستنتهي هذا العام.
مصنع الكذب الغربي هذا يقول لإيران شيئا ويقول لنا شيئا آخر، يبيع ايران سلعة ويبيعنا سلعة، ويريدنا أن نصدق ما يقوله، مثلما فعل وزير الخارجية كيري في البحرين مؤخراً حينما راح يكيل لإيران التهم بشأن تدخلاتها وعدوانيتها تجاه دول المنطقة، بعد ماذا؟ بعدما انتهى من عقد الصفقات السرية والعلنية معها، هل يوجد هنا أكبر من هذا التدليس يا كيري يا من يطبق سياسة رئيسه؟
الكلام الذي سمعناه هنا في البحرين لا يصدق، ولو أردنا أن نصدقه فعلينا أن نسأل: ما الذي تنتظره الولايات المتحدة للتحرك لوضع حد للدولة العدوانية الفوضوية رقم واحد في العالم مادام هذا رأي الإدارة الاميركية في ايران؟ أين الموقف العملي بدل الكلام الفارغ من أي محتوى؟
والآن مع الآخر الذي بنهاية هذا العام تنتهي ولايته وهو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي ستترشح هيلين كارك النيوزلندية للمنصب وهي رئيسة وزراء سابقة، وما يهمنا في الأمر أن هذا الرجل منذ أن تولى منصبه يشبه بالضبط كيري، يصرح ويمتدح الدول في يوم وفي اليوم الآخر يغمز من باب حقوق الإنسان والديمقراطية كلما جاءته الإشارة من الإدراة الأميركية، وقد لا يصدق البعض ذلك ويعتبرونه مبالغة، أقول ارجعوا لتاريخ الرجل الذي شغل في بلاده كوريا الجنوبية وهي قاعدة أميركية منصب وزير الخارجية والتجارة. ومن الوظائف التي تولاها مستشار للأمن الوطني، ونائب وزير لتخطيط السياسات، والمدير العام للشؤون الأميركية، وبحسب تقارير محايدة وجهت انتقادات عنيفة له من الكثير من السياسيين والمفكرين والموظفين الدوليين، فمسؤولة مكتب خدمات المراقبة الداخلية المكلف بمكافحة الفساد في الأمم المتحدة إينغا بريت الينوس قدمت تقريرًا اتهمت فيه الأمين العام بإعاقة العمل، وخاطبته بالقول إن أعماله ليست مؤسفة فقط، بل تستحق العقاب.
وفي تقريرها السنوي لعام 2010 انتقدت منظمة هيومان رايتس ووتش بان كي مون بشدة متهمةً إياه بالفشل في الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول ذات “الأنظمة القمعية” وهكذا عندما يخضع للضغط من قبل هذه المنظمات يقوم بإطلاق التصريحات غير المسؤولة في التدخل في شؤون الدول وهذا أول أمين عام للأمم المتحدة في تاريخها يتدخل في شؤون الدول مباشرة بما يتناسب مع خط الولايات المتحدة وليس بما يمثل الأمم المتحدة وهو المفترض.
موسكو التي شبعت وأتخمت من بان كي مون طالبت هذه المرة بأن تكون لأوروبا الشرقية حصة في الأمم المتحدة التي لم تحصل قط على منصب الأمين العام طوال تاريخها وحان الأوان لذلك، موسكو لم تتحرك وتطرح هذا الموضوع إلا في عهد بان كي مون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية