العدد 2735
الأحد 10 أبريل 2016
banner
بقيادة السعودية ومصر... العرب إلى مرحلة جديدة
الأحد 10 أبريل 2016

زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه إلى جمهورية مصر العربية وما حملته من اتفاقيات أهمها جسر يربط بين السعودية ومصر تؤكد أن العالم العربي بقيادة السعودية أعزها الله، انتقل بشكل حاسم وشامل من حالة إلى اخرى جديدة تتميز بالقوة والتقدم والأمن والاستقرار، فالسعودية ومصر لديهما القدرة الفائقة على التحرك والتأثير ويقودان مشروعا تكامليا عربيا يصعب اختراقه وهزيمته ولعل أول من شعر بالرهبة والخوف هو النظام الايراني الوقح الذي وضع اليوم بلا ادنى شك نهاية لمواقفه العدائية تجاه دول الخليج وكل الدلالات العملية والسياسية تؤكد انهيار العصابة الحاكمة في طهران حيث إن الضربة جاءتهم دفعة واحدة وليست مقسطة.
ولا ننسى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الى مصر جاءت متزامنة مع زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية الى المنطقة جون كيري، والاميركان بالنسبة لهم الوحدة العربية والتلاحم بمثابة حجر الزاوية في القضاء على احلامهم ومؤامراتهم الخبيثة مع الايرانيين التي طفحت على السطح، ورغم ما صرح به وزير الخارجية الأميركي جون كيري “نحن لا نثق بالإيرانيين” و”نسعى لتغيير سلوك طهران بالمنطقة في دعم حزب الله والحوثيين” وغيرها من الجمل المكررة التي يقولونها لكل مسؤول خليجي وعربي، إلا أنهم ماضون في لعبتهم وطريقهم الصاعد “كما يرونه طبعا” نحو اهدافهم المشتركة مع الايرانيين.
الولايات المتحدة الاميركية وإيران صفقتا كثيرا للإخوان المسلمين حينما وصلوا إلى دفة الحكم في مصر لأنهما كانتا تريدان عزل مصر عن دورها الريادي والمؤثر، ولكن سرعان ما عرفتا أن المواطن المصري يحكم نفسه ويقود نفسه ولا يقبل أبدا الضعف أو التمزق لأمته العربية والإسلامية أو أي تهديد للجسد الوطني العربي، قال كلمته وقضى على المخطط العدواني التوسعي الغريب والشاذ في مصر العروبة التي كانت ولا تزال الدرع الحصين للأمة العربية وهي مستعدة للتضحية دفاعا عن العرب والمسلمين. الجيش المصري العظيم استطاع في اقسى الظروف التاريخية ان يقبل التحدي وأن يشهر سيف الحسم التاريخي وأن يشق اصعب الدروب.
في هذه اللحظة التاريخية العظيمة يقول العرب بقيادة سعودية مصرية.. الجهد الاميركي والايراني لتحويل المنطقة الى دويلات صغيرة أو كيانات هشة محدودة الفعالية وتفتقد الى مقومات التأثير جهد ضائع مهما تم تغذيته من احقاد. النظام الايراني العنصري يسير على طريق هلاكه المحتوم، والموقع الذي تشغله الولايات المتحدة في الوقت الحاضر لم يعد له أي تأثير سياسي أو اقتصادي أو عسكري، والاميركان انفسهم يعرفون هذا تماما. فأسياد البيت الابيض ادركوا ان التضامن العربي قادم في اطار قومي متكامل بقيادة السعودية ومصر وأن العلاقة بالامة العربية تتجه الى التغيير بسرعة مهما منحت اميركا نفسها مواقع قوة لتجبر العرب على التراجع.
القوة العربية الرادعة افضل الوسائل لتأمين الوجود العربي بمنطق القوة، والعرب اليوم لديهم عزم أكيد على بناء حياة جديدة بعيدة عن الاميركان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية