العدد 2732
الخميس 07 أبريل 2016
banner
أمانة يا فرات...
الخميس 07 أبريل 2016



لم أكن أتوقع يوما أنني سأعيش لأرى هذا المنظر على أرض الواقع، منظر شاهدته في طفولتي لكن عبر أفلام الرسوم المتحركة التي كانت تصور لنا ارسال الرسائل بوضعها داخل قنينة ترمى في البحر كوسيلة يائسة يعتمدها من تقطعت بهم السبل،  لكن حدث هذا في مدينة الفلوجة المحاصرة حيث أخذ بعض الشباب في محاولة يائسة لفكرة فك الحصار الإنساني الجائر بتوصيل الغذاء والدواء للمحاصرين في الفلوجة وذلك برمي القناني البلاستيكية التي تحتوي القليل من المواد الغذائية والدواء عن طريق نهر الفرات، وذلك بجهود من اهل الغيرة، من يسكنون على مجرى نهر الفرات ويكتبون عليها أمانة يا فرات.
حال أهل الفلوجة اليوم تلخصها صرخات تلك السيدة التي تناقلت صرختها اغلب وسائل الاعلام بدون ان تصل صرختها الى العبادي، أهل الفلوجة بين مطرقة البقاء تحت بطش داعش، وسندان الحصار الذي تفرضه المليشيات الطائفية والقصف المستمر.
 المصادر الحقوقية تتحدث عن مقتل وجرح آلاف المدنيين، وأن هناك اكثر من 100 ألف من العالقين في هذه المدينة، من دون وجود ممرات آمنة لخروجهم، وفي ظل خطر وجود داعش والمليشيات الطائفية.
 لقد لاقى الحصار المستمر على الفلوجة استنكاراً من جهات حقوقية اتهمت بشكل مباشر سياسيي العراق بالتواطؤ والمشاركة في حصار الفلوجة كما طالب مجلس حكماء المسلمين المجتمع الدولي بالتحرك السريع لفك الحصار عن الفلوجة وكذلك هيئة كبار العلماء في السعودية ناشدت سابقاً العرب والمسلمين بإغاثة آلاف المدنيين المحاصرين في المدينة، واصفة الحال بمأساة إنسانية، كما سبق أن وصفت منظمات حقوقية دولية ما يحدث في هذه المدينة العراقية وصمت الأمم المتحدة، بأنه مشاركة في جريمة إبادة جماعية، كل هذا يحدث في وقت تصر فيه الحكومة العراقية على عدم الاستماع لكل أصوات التنديد والاستنكار وتستمر بدعم المليشيات التي تعتبر كل انسان داخل الفلوجة هدفا عسكريا يسمح بقتله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية