العدد 2732
الخميس 07 أبريل 2016
banner
حتى يتحرك الاقتصاد
الخميس 07 أبريل 2016

كم مضى على إنشاء بعض المؤسسات التي قيل إنها ستنعش الاقتصاد؟ ومن أين لهذه المؤسسات الموارد المالية الضخمة؟ وما المشاريع التي دعمتها وما مردودها على الاقتصاد الوطني؟ هل هناك دراسة أجريت عليها من ذات المؤسسات نفسها، أو الممول لها؟ ثم أليس ضخ أموال من أصحاب الأعمال لتشغيل هذه المؤسسات ودعمها للمشاريع التي لا ندري كيف يتم تقييمها، نوعا من العشوائية وغياب الدراسة؟ وذلك عندما تعثر رجال الأعمال وتكدست عليهم الديون، وهاهم بسبب تعثر سداد ديونهم ستعرض منازلهم في المزادات، في وقت تقدم دول أخرى كل التسهيلات والدعم لرجال الأعمال الحقيقيين، وليس أولئك الذين يبحثون عن تمويل مجاني يبدأ من دراسة الجدوى حتى شراء المعدات لإنشاء مصانع.
فبالله عليكم كيف يأتي أو يبقى مستثمر في ظل ارتفاع الخدمات من كهرباء وغيرها، وكيف يربح مستثمر وعليه أن يدفع رسوما عن كل عامل في منشأته شهرياً، أليس ذلك سببا من أسباب طرد الاستثمار؟ ثم ما المغزى من فرض الضريبة على العامل؟ هل لخفض أعداد العمالة الأجنبية؟ بالتأكيد لا.. لأنه لو كان كذلك لم تم فتح  باب إصدار رخص العمل دون سقف ولا حدود بالرغم من ازدياد العمالة الأجنبية سنوياً أضعافاً، وهانحن نرى العمالة السائبة تبيع الورد على الطرقات، وأخرى تستخرج رخص سياقة لنقل الركاب، أو عمال بناء يقفون في بعض الأماكن ليأتي مواطن أو مقاول لاستئجارهم باليوم أو الساعة، إذا أليس هذا كله عبئا على ميزانية الدولة، وعبئا على المستثمرين صغارا وكبارا.
إنها حقيقة مؤلمة جداً، خصوصا في دولة هي أم الاستثمار ورائدة الاستثمار، فإذا باستثمارها يعتمد على تجارب لم تؤت ثمارها حتى اليوم، وهاهي دول الخليج تستجمع كل طاقاتها لدعم اقتصادها بأساليب علمية، مع توفير البيئة المناسبة للاستثمار من تسهيل خدمات وخفض الرسوم والضرائب في ظل تنافس تجاري مهني يقوم على كفاءة الإنتاج، لا يوجد تنافس غير متكافئ بين تاجر مدعوم قامت مؤسسته على دعم سخي حيث يصل بعض الدعم إلى 80 % في بعض المشاريع، وبين تاجر ومستثمر أسس مؤسسته بعرق جبينه واقتراض من البنوك حتى استطاع أن يقف على قدميه، فإذا به يصدم بقوانين ترغمه التبرع بأرباحه.
حقيقة مؤلمة عندما لا تكون هناك دراسة على مثل هذه المؤسسات وغيرها. نرى شركات عقارية كبيرة استطاعت أن تدر مئات الملايين، ونرى البنوك التجارية تحقق أرباحاً سنوية، إذا الاقتصاد يمكن إنعاشه إذا ما تم اعتماد النمط الأول الذي استطاعت الدولة أن تنهض به باقتصاد حقيقي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .