العدد 2730
الثلاثاء 05 أبريل 2016
banner
لعبة الصدر وارتداداتها السياسية
الثلاثاء 05 أبريل 2016

ليس لدي توصيف لرقص الصدر عند البوابة الخضراء وفق المقاسات التي حددتها له الادارة الاميركية وتحذيره من تجاوز امتار مجلس النواب الذي يستوطنه اربعون من النواب التابعين لتياره، غير أنه لعبة محروقة الأوراق وأنه حراك ميت سلفا، بقصد منح النظام شرعية الديمومة بكل مصائبه، الدستور الطائفي والمحاصصة، وسرقة اموال الشعب، وسحب البساط من تحت اقدام التظاهرات والاحتجاجات الشعبية بعد اغراقها بتفاصيل اللعب الصدري الاستعراضي، خصوصا التهديد الفارغ باقتحام المنطقة الخضراء، لا يقول لنا احدهم ان النهاية الكوميدية للاعتصام تمت بعد ان حقق الاعتصام اغراضه، فالتغيير الوزاري ليس هو المطلب الشعبي الذي يتظاهر ويحتج العراقيون ويطالبون به، لأنهم يعرفون أنه تبديل اقنعة، ومطلبهم الاساس اجتثاث الفساد ومحاكمة المفسدين واستعادة اموالهم المنهوبة منهم، وإيقاع العقوبة القانونية بحقهم، وهو ما لن يجرؤ الصدر على التفكير به، فكبار رموز التيار الصدري وعدد كبير من نوابه غارقون حتى ذقونهم في الفساد، ولجنته الاقتصادية في دم الشعب العراقي وممتلكاته ووزراؤه وعبثهم بمقدرات الدولة والشعب العراقي أمر بين، وكل ذلك يجري تحت خيمة الصدر وبحمايته ووفق تغانم مشترك معه، وإلا ما معنى حمايته بهاء الأعرجي الذي زكمت سرقاته الأنوف مطالبا من يتكلم بإبراز دليله، والدليل واضح فمن اين للأعرجي بائع الموبايلات البريطاني هذه المليارات والقصور الفخمة والأملاك التي توزعت على لبنان وأوروبا وبغداد، وهل يمكننا ان نصدق ان مقتدى لا يعلم؟ حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له، منذ بداية دعوة مقتدى للاعتصام كان واضحا ان الهدف الاول سحب البساط من تحت اقدام الشعب المطالب باجتثاث الفساد ومحاكمة رموزه، ولم تكن إشاعة معلومات كاذبة حول اغتيال الصدر اذا ما نفذ اعتصامه، سوى اكذوبة تخادمية، ويومها قلت إن الأمور بخواتيمها واعتصام مقتدى فارغ من اي محتوى ولن يستمر طويلا وإحدى غاياته استعراض القوة وتأييس الشعب، فالكثير من الذين طبلوا للاعتصام والتظاهر والاحتجاج المليوني انكفأوا على انفسهم اليوم وهم يقولون اذا كان هذا الحراك المليوني قد فشل في تحقيق اي مطلب جماهيري، فما هو مصير تظاهر واحتجاج الآلاف من المواطنين أصحاب القضية الوطنية التي ستنضم حتما الى ما نسميه الأغلبية الصامتة ليسود الساحة السكون الذي يوفر بيئة افضل لحراك اللصوص وهو ليس اكثر من (ليل الحرامية) الذي وفره الصدر وإمعاته، لم اكن اقرأ الغيب حين بينت سلفا ومسبقا ان حراك الصدر ليس اكثر من لعبة وأنه سيكون زوبعة في فنجان، وحق القول، تمخض الجبل فولد فارا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .