العدد 2729
الإثنين 04 أبريل 2016
banner
الإصلاح في العراق... ولادة بين العقارب
الإثنين 04 أبريل 2016

لا نيّة ولا رغبة ولا إرادة، لدى القوى السياسية المتنفذة في الإصلاح، فمَن يريد الإصلاح والتغيير وتعديل مسار السياسة، يَستطيع فعل ذلك الآن أكثر من أيّ وقت مضى. التلكؤ والتردّد ستاران لإخفاء حقائق خطيرة بات يعرفها الحاكم والمحكوم معا. وهما بوّابتان ستفضيان لفضائح الفساد والنهب المنظّم للمال العام. التردّد  يعني أنّك لا تريد وبالطبع لا يمكنك أن تريد حين يستحيل التوفيق بين مصالح السارق والمسروق.
مصالح متوازية كالخطوط الهندسية التي لا تلتقي أبدا، تلتقي في اللانهاية والافتراض في علم الرياضيات، وقد تلتقي في المقابر وفي الجنّة أو في النّار حيث تذوب المصالح ويتساوى الجميع في عالم الأشباح والأرواح. ولكن ماذا عن الدنيا وما فيها؟ وماذا عن وظيفة السياسة الأولى؟ السؤال الأبرز هو: مَن وما هي القوى التي سوف تقود عملية الإصلاح؟
 الإصلاح بحاجة لمصلحين وضمائر نقيّة وأيد نظيفة ونفوس كبيرة تشعر بالمسؤولية وتكون بمستواها كي تعالج الأوضاع المأساوية، فقد كشفت لنا الممارسة السياسية عن مجاهدي الخرّدة وتجّار الوعود والكلام، وعن الشياطين التي تلبس ثياب الملائكة. كنّا ومازلنا بحاجة ماسّة لعين البراءة التي ترى حقيقة ثوب الامبراطور في لحظة سياسية عصيبة نام فيها الزمن ليستيقظ اللصّ المتواري في النفوس الضعيفة التي حكمتنا والتي يُراد لها أن تحكمنا الى الأبد.
 رأينا تواطؤ الحرّاس، سقوط الأقنعة، وزوال الحدود الفاصلة بين الحامي والحرامي. في السقوط لم يكن ثمّة تردّد كما هو الآن. ورأينا السكاكين العمياء وهي تذبح الخارطة وتغور في جراح العراق. رأينا ما رأى ذاك الذي رأى كلّ شيء ولم تغن لذِكره البلاد، فالأرض الجريحة تتألم بصمت، ترسم ابتسامة الأمل على شفاه يابسة، ورهانها سيبقى على الأبناء الأوفياء، أدعياء الإيمان أوصلوا المؤمنين الى حدود الكفر، الفقر كفر، قالوها قديما، الإفقار أكثر كفرا، كإعلان رسمي عن اللصوصية والفساد.
هل من حديث سيتبقى بعد هذا الكشف؟ هل هي مؤسسات وسياسات مؤتمنة على إعادة بناء السياسة والمجتمع أم هي شعارات وأناشيد للوصول الى السلطة؟ وبعدها سيكون لكلّ حادث حديث. لن تنقذنا ممّا اقترفته السياسة من جرائم ومن موبقات سوى معجزة افتراضية قد تلتقي عندها الخطوط المتوازية. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية