العدد 1094
الخميس 13 أكتوبر 2011
banner
علي سلمان والدعاية الرمادية
الجمعة 29 مارس 2024

يقول المختصون في علوم الإعلام والعلاقات العامة ان هناك ثلاثة أنواع من الدعاية، هي الدعاية البيضاء والدعاية السوداء والدعاية الرمادية، ويعرفون الدعاية البيضاء بأنها الدعاية التي تعتمد على الحقائق في مخاطبة عقل وعواطف الناس ولا تعتمد على التضليل والتحريف، على العكس من الدعاية السوداء التي تعتمد على الأكاذيب وتحشد الأوهام وتخاطب الغرائز والانفعالات وتستهدف الجهلاء والمتعصبين، وتستخدم في نشر الفتن وإشعال الصراعات الطائفية ونشر الخراب خلال أوقات معينة كأوقات الحروب والتوترات الداخلية داخل الدولة.
الدعاية السوداء تحقق أهدافها لدى الجهلاء لأنهم لا يهتمون بمصدرها ولا يستطيعون التفكر في أهدافها، خاصة عندما يتم بثها خلال أوقات التوتر والصراع، ولكنها لا تقنع من لديهم قسطا من التعليم والثقافة.
أما الدعاية الرمادية فهي أكثر ذكاءا وأشد خطرا من الدعاية السوداء، لأنها لا تقوم على الأكاذيب بشكل مطلق ولكنها تستند إلى بعض الحقائق أو أنصاف الحقائق وتخلط بين الغث والسمين ببراعة ويصعب على متلقيها اكتشاف ما فيها من خداع وتضليل، وهي تشبه السم في الدسم أو السم في العسل.
 الشيخ علي سلمان رئيس جمعية الوفاق البحرينية من الشخصيات التي تمارس هذا النوع من الدعاية ببراعة واقتدار، فهو مؤهل لذلك من كافة النواحي، فلديه الثقافة الواسعة ولديه اللغة الجيدة التي تمكنه من صياغة كل ما يريد صياغته ويحدث به الأثر الذي يريد إحداثه لدى المتلقي، بل ويحمل في مضمونه ما يمكنه من إيجاد مخرج معين إذا أراد أن يتهم المتلقي بسوء الفهم أو التفسير لما قيل.
الشيخ علي في آخر تصريحات قرأناها له، قام بتشويه كل شيء في البحرين، فحتى القضاء البحريني في نظر الشيخ بصورته الحالية مصدر ضرر لكل فئات الشعب.
الشيخ بدأ تصريحاته بالتأكيد على ولاء المعارضة البحرينية بكافة تلاوينها للوطن دون غيره وعلى رفض التدخل الخارجي في شئون البحرين، وهذا كلام طيب يجلب الاطمئنان على وطنية جميع الأطراف، وهو كلام يجب أن يصدقه العمل.
ولكن الشيخ ببراعة قام بعد ذلك بخلط أمور تقبل المناقشة مع أمور أخرى لا تقبل المناقشة ولا تقبل التشويه الذي اعتاده سماحة الشيخ لكل ما هو بحريني.
الحديث عن الإصلاح السياسي والاجتماعي حديث مقبول ولا يختلف عليه اثنان، وقد كان جلالة الملك شخصيا هو أول من تحدث عنه ودشنه منذ سنوات، وإذا كان ثمة خلاف حول الإصلاح فهو خلاف حول المدى الزمني الذي يجب أن يستغرقه والمراحل التي يمر بها، وهو خلاف قائم بين أبناء الشعب البحريني وبعضهم البعض، وليس كما تصوره الوفاق بين الشعب كطرف والحكومة كطرف آخر.
ولكن إقحام القضاء البحريني في لعبة التشهير الخبيثة التي يمارسها الشيخ فهو شيء بعيد عن المصداقية وبعيد عن شهادة الحق التي يجب أن يتحلى بها، فليس هناك أدنى دليل على عدم نزاهة القضاء البحريني، وليس هناك دليل على خضوع القضاء البحريني لأي توجيهات سياسية، ولكن هناك أكثر من دليل على قيام القيادة السياسية بممارسة العفو عن كثير ممن أدانهم القضاء من أتباع الشيخ سلمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية