العدد 506
الخميس 04 مارس 2010
banner
الوفاق والبعد عن أصول اللعبة
السبت 20 أبريل 2024

في جميع دول العالم، تختلف الأحزاب السياسية من حيث الأيديولوجيا التي تتأسس عليها، ولكن مهما تباينت الأيديولوجيات يبقى شيء لا يمكن الاستغناء عنه في حزب أو جمعية معينة تعمل بالسياسة في إطار دولة من الدول. هذا الشيء هو أن أي جمعية أو حزب يكون مفتوحا لعضوية جميع أبناء الوطن وليس حكرا على فئة بعينها. وإذا ما وصلت هذه الجمعية أو هذا الحزب إلى الحكم في دولة ما تصبح ممثلة وراعية لكل أبناء الوطن، وليس الطائفة التي تتبعها فقط.
وينطبق على الفرد ما ينطبق على الحزب أو الجمعية. والمقصود بالفرد هنا المرشح للمجلس النيابي، بعد أن ينجح في الانتخابات ويصبح نائبا، حيث يتحول هذا الشخص إلى ممثل للشعب كله، وليس للدائرة التي أتت به أو الجمعية التي رشحته، أو الأيديولوجيا التي يحملها.
فهل هذا الكلام يحدث عندنا في البحرين؟ أم إن الجمعية أو الفرد يظل غارقا في الطائفية حتى أذنيه، ويظل ينطلق في كل تحركاته من منطلق فئوي مقيت يعمق التباينات والخلافات بين أبناء الوطن ويحولها إلى شقاقات وتصدعات؟ جمعية الوفاق التي تعد أكبر كتلة برلمانية منفردة في البحرين، من حيث الأيديولوجيا ومن حيث التكوين ومن حيث الممارسة، هي جمعية طائفية بامتياز ولا يتوفر فيها أي من الشروط الأساسية لكي تمارس العمل السياسي على أساس وطني يصب في مصلحة المواطن البحريني. فمن حيث التشكيل هي جمعية تخص طائفة واحدة، ومن حيث الأيديولوجيا هي جمعية ذات مرجعيات خارج حدود الوطن، أما عن الممارسة السياسية والأداء البرلماني، فحدث ولا حرج، فهي جمعية تتجه إلى الجهات الخارجية أكثر ما تتجه للداخل، ولا مانع إطلاقا لديها من الاحتكام لجهة خارجية والتقوّي بها حتى لو كانت هذه الجهة معادية للوطن. أما الأداء البرلماني، فلا شيء لدى الوفاق سوى الاصطفاف الدائم داخل البرلمان وممارسة نوع من التسخين المزدوج، تسخين الأجواء داخل الجلسات إلى حد التنابز والشجار وتسخين الشارع البحريني وتعميق الطائفية والمتاجرة بعواطف الشباب، والسعي لتوظيف كل القضايا الخلافية والاقتصادية والاجتماعية من أجل دفع هذا الشباب للتظاهر لتوصيل رسائل معينة للخارج، بدلا من المساهمة الجادة في حل هذه القضايا.
ألا يعد لجوء الوفاق إلى السفارة البريطانية وعقد اللقاءات، إصرارا على الخروج عن قواعد العمل السياسي الوطني الذي يرتضيه جميع أطراف هذا العمل؟ وماذا ينتظر من جمعية تحرص على اختيار السفارة البريطانية بالذات، وهي تعلم جيدا وجود بعض الحساسيات المرتبطة ببعض المواقف البريطانية فيما يتعلق بالداخل البحريني؟ فهل المسألة هي كما كتب الأستاذ محمد القوتي في أخبار الخليج “محد يقدر على الوفاق”، فهي تسرح وتمرح وتفعل ما تشاء من دون حسيب أو رقيب؟ أم كما كتب يوسف البنخليل، “بحرينيون يريدون الاستعمار”، أم كما كتب فيصل الشيخ، كن وفاقيا تكن وطنيا... ارفض الإساءة لبلدك تكن خائنا؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية