العدد 488
الأحد 14 فبراير 2010
banner
14 فبراير وبداية حرية التعبير
الخميس 25 أبريل 2024

الرابع عشر من فبراير ليس يوما عاديا في حياة الشعب البحريني، فهو يمثل نقطة انطلاق لها رمزية خاصة، لأن حرية الفكر والتعبير بدأت في هذا اليوم.
ولذلك، فإنه من المناسب جدا أن يكون احتفالنا بالرابع عشر من فبراير هذا العام بشكل خاص يليق برمزية ومكانة هذا اليوم لدى الشعب البحريني.
المفكر البحريني العربي الكبير محمد جابر الأنصاري صرح أن الاحتفال بالرابع عشر من فبراير هذا العام سيكون بفعالية ثقافية تبين المدى الذي وصلت إليه حرية الفكر والإبداع في المملكة في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.
هذه الفعالية هي معرض الكتاب البحريني الذي أقيم برعاية سامية من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد.
وبينت الكتب التي تم عرضها بالمعرض المدى الكبير الذي وصلت إليه حرية الفكر في البحرين، فمن حيث الكم – كما ذكر الباحث منصور سرحان في دراسته عن الكتاب البحريني خلال القرن العشرين – بلغ عدد الكتب التي صدرت بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني 1700 كتاب، وأن عدد الكتب التي أنتجت خلال القرن كله قبل التصويت على الميثاق قد بلغ أيضا 1700 كتاب. ومن ناحية الكيف بينت الدراسة أن هذه الكتب التي صدرت تضمنت جميع ألوان الطيف السياسي البحريني، وبينت أن البعد الخاص بالثقافة والفكر هو من أهم ما جاء به المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.
لا نزعم أننا وصلنا إلى ما لم يصل إليه غيرنا، أو أننا نعيش في اليوتوبيا، ولكننا نقول بكل فخر إن هذه الإحصائية أظهرت وجود طفرة كبيرة في الإنتاج الفكري في البحرين، ذلك لأن هذا الإنجاز الكبير، كما وكيفا، قد تحقق في عشر سنوات فقط، ولأن العشر سنوات ليست بالشيء الكبير في حياة الأمم.
ولكن ما نريد أن نؤكد عليه هنا هو ضرورة أن نعترف ونسلم بأن التقدم في المجالات كافة يتم بالتراكم وبالتدريج، وإذا كنا قد حققنا في عشر سنوات ما لم نحققه في قرن كامل، فإن علينا أن نلتف أكثر وأكثر حول المشروع الإصلاحي لجلالة الملك لكي نمضي بخطى واثقة إلى الأمام لتتراكم الانجازات عاما بعد عام. ويجب أن نتذكر أن التقدم الذي حدث في الغرب لم يولد كاملا مرة واحدة بين عشية وضحاها، ولكنه جاء بالتدريج، بخاصة المؤسسات الدستورية التي يفخرون بها أمام العالم.
ما نطمح إليه مستقبلا أن يكون لدينا مشروع للترجمة، وإن كان صورة مصغرة من المشروع الرائد الذي تبناه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي. فالترجمة أيضا نوع من أنواع الإبداع، وهي وسيلتنا للاطلاع على كل ما ينتجه العقل البشري في الحضارات الأخرى، كما انه وسيلتنا في تقديم أنفسنا وفكرنا للآخرين.



 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية