العدد 448
الثلاثاء 05 يناير 2010
banner
تنبؤات العام الجديد
الجمعة 19 أبريل 2024

مع بداية كل عام ميلادي جديد تحدث طقوس وتنبؤات معينة في أنحاء العالم، وكأن كل عام بمثابة وحدة منفصلة في كل شيء عن العام الذي يليه أو العام الذي سبقه، أو كأن الانتقال من عام إلى عام شأنه شأن الانتقال من مكان إلى آخر يختلف في كل شيء عن سابقه.
فمن المألوف كل عام قيام المنجمين بالتنبؤ لأحداث العام المقبل.
وخلال الأيام الماضية تنبأ بعض المنجمين بوقوع أحداث معينة خلال العام الجديد 2010، من بين هذه الأحداث وقوع محاولة اغتيال للرئيس أوباما، ووقوع حرب بين أميركا وإسرائيل من جانب وإيران من جانب. وهناك من المنجمين من تنبأ بقيام حرب عالمية ثالثة بسبب محاولات اغتيال لأربع رؤساء حكومات.
ولكن أطرف ما قرأناه هذا العام هو ما أوردته جريدة “الغارديان” البريطانية في افتتاحيتها في اليوم الأول من عام 2010، حيث توقعت الجريدة أن يكون هذا العام عاما باهتا ولن يحدث فيه أي شيء ذو قيمة، وقالت إن أحداث التاريخ على مدى القرون الماضية تؤكد أن العام العاشر من القرن يكون دوما كذلك، مجرد عام يشكل فترة خمول بين ما قبله وما بعده من صراعات وقعت أو ستقع. وبالتالي فلا فرق بين العام 2010 و1410 و1810.
ومرت “الغارديان” على العام العاشر من قرون مختلفة عبر التاريخ لتبرهن على صدق ما تقول، بادئةً بالعام العاشر من القرن السابع الميلادي، قائلةً إنه على الرغم من أن الدين الإسلامي قد أتى إلى الوجود في ذلك العام مع نزول أول وحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن محمدا لم يبدأ دعوته العلنية في مكة إلا في العام 613 ميلادية.
ولم تجد الغارديان أي أحداث في العام العاشر في كل القرون التي أوردتها سوى في العام 1810 حين قام دوق ويلنغتون بإخراج فرنسا من إسبانيا. واعتبرت الجريدة أن هذا استثناء بسيط خلال هذه القرون الطويلة.
هذا الكلام جعلني كمواطنة عربية أتمنى أن تكون تنبؤات “الغارديان” صادقة، فعدم وجود أحداث كبيرة يعتبر خبرا جيدا بالنسبة لنا كعرب، لأن التاريخ الحديث، أو بالأحرى السنوات الماضية، على الأقل، تؤكد أن جميع الأحداث الكبيرة التي وقعت كانت ضدنا كعرب، سواء كنا طرفا مباشرا فيها أم لم نكن. فالحرب الأميركية على ما يسمى بالإرهاب ضدنا، وحرب العراق وإيران كانت ضدنا، واحتلال العراق للكويت كان ضدنا، بل وحرب تحرير الكويت كانت من زاوية ما ضدنا، وحرب أميركا وبريطانيا وإيران على العراق في 2003 كانت ولا تزال ضدنا، والحرب القادمة بين أميركا وإسرائيل وإيران حتما ستكون ضدنا. إذن المحصلة النهاية أننا ندفع الفواتير سواء كنا طرفا مباشرا في الصراعات أم لم نكن.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .