العدد 439
الأحد 27 ديسمبر 2009
banner
وداعًا عام الدم والمرض والرعب
السبت 20 أبريل 2024

بعد أيام نودع عام 2009، ذلك العام الذي يستحق بجدارة أن يوصف بعام الدم والمرض والرعب والعنف والأزمات. فخلال سني عمري لم أرَ عاما حافلا بالعنف والمرض والأزمات مثل هذا العام الذي يؤذن بالرحيل.
عام 2009 بدأ بمجزرة لم يرتكب مثلها من قبل إلا الذين ارتكبوها، فأبطالها ومخططوها ومنفذوها من الصهاينة هم امتداد لمجرمي صابرا وشاتيلا وقانا، وغيرهم.
كان يناير 2009 شهرا دمويا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث ارتكب الجيش الصهيوني جريمة كبرى ضد أهالي غزة العزل المحاصرين.
وفي يناير 2009 كان رد الفعل العربي تجاه ما يجري وما جرى في غزة بمثابة حلقة من حلقات الضعف والهوان اللذين يتسم بهما عصرنا الحالي.
الدول العربية ردت على العدوان الإسرائيلي السافر بإعلان الحرب الإعلامية على بعضها بعضا، وتبادلت كالعادة الاتهامات بالتواطؤ والعمالة والتهاون والهوان، إلى آخر هذه الترسانة من المفردات الخشبية.
وكلما كانت ضراوة العدوان الإسرائيلي تزداد ضد الغزاويين العزل، كلما كانت تزداد معها ضراوة الاقتتال الإعلامي العربي.
ارتكبت أسوأ جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني، وقام الجنود الصهاينة ببقر بطون الضحايا الأبرياء وبيع أعضائهم ولم يرف للعالم جفن.
وعلى رغم كل هذا شهد عام 2009 مجيء حكومة إسرائيلية أسوأ وأكثر حقدا ودموية من التي رحلت. جاءت حكومة إسرائيلية تتسق في كل شيء مع سمات وملامح هذا العام بما فيه من وحشية ورعب.
في عام 2009 أصبح حارس البارات الروسي الأصل وزيرا لخارجية إسرائيل، لتكتمل بشاعة الصورة مع أنفلونزا الماعز والكوليرا والطاعون وحركة حق.
في عام 2009 شهد العالم أسوأ أزمة مالية في العصر الحديث وأصيبت اقتصاديات كبرى في مقتل، وحدثت خسارات بالبلايين لأفراد ومؤسسات كانت تكسب بالملايين.
وكان لذلك الزلزال المالي الكبير توابع أخرى، فقد أبى العام أن يرحل من دون أن تأتي توابع الزلزال على دبي هي الأخرى. في عام 2009 تفشت أنفلونزا الخنازير وأصيبت شعوب العالم برعب لم يسبق له مثيل.
في عام 2009 لم تتقدم قضية عربية واحدة إلى الأمام، واهتزت علاقات دول عربية بدول عربية أخرى بعنف، ووقف لبنان على حافة الهاوية أكثر من مرة، ووصل التمرد الحوثي في اليمن إلى درجة من الفجور، فقام بالتحرش بالسعودية تلبية لإشارات إيرانية صريحة لخلق جرح عربي متقيح جديد في هذه المنطقة.
في عام 2009 تجرد بعض البحرينيين من الحياء السياسي وقاموا بمحاولات يائسة عديدة لتفجير العنف والإضرار بالسلم الأهلي وبالهوية البحرينية، محاولين من دون خجل، الاستقواء بالأجنبي لتحقيق أهداف خبيثة، ولكن محاولاتهم كانت بائسة ولم يقدر لها الذيوع، مثلها مثل أنفلونزا الماعز التي أبى العام أن ينتهي حتى تعلن هي الأخرى عن نفسها كتهديد جديد لبني البشر.
كما إنني على المستوى الشخصي ودعتُ أصدقاء أعزاء على قلبي غادروني وتركوا البحرين، بعد أن علقوني بهم وبحلاوة معشرهم، صادقة أن يعودوا...
كثير من الشعوب يحتاج إلى تأهيل وعلاج نفسي، وفي مقدمتها الشعوب العربية، لكي تستطيع أن تدخل في عام 2010 وقد تخلصت من الرعب والألم الذي عاشته في ظل عام 2009، وهذا بالطبع إن لم يكن العام الجديد امتدادا في كل شيء للعام الذي سبقه.
على أي حال: كل عام وأنتم بخير ونتمنى أن يشهد عام 2010 نهاية للمرض والرعب والمنغصات التي حطمت نفوس البشر في 2009.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية