العدد 378
الثلاثاء 27 أكتوبر 2009
banner
تجنيس سياسي أم تهييج سياسي؟!
الجمعة 19 أبريل 2024

عدنا من جديد إلى محاولات صنع البطولات الوهمية واستغفال الجماهير والغوغائية السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. ويبدو أن بعض الجمعيات قد علمت أنها لا مكان لها في الشارع السياسي خلال الانتخابات القادمة أيضًا، بعد الصفر التي حصلت عليه في انتخابات 2006 فارتضت لنفسها أن تصبح ذيلاً لجمعية تخشى هي الأخرى أن تتراجع حصتها التي حققتها خلال الانتخابات الماضية، خاصة بعد أن انكشف أمرها وانكشف سعيها للإثارة والتهييج دونما اعتبار لمصالح الناس الحقيقية الواضحة.
لماذا البرلمان البحريني؟ وما هي وظيفته؟ إذا كان لجمعية الوفاق ومعها بعض الطموحين الباحثين عن طريقة للحضور على الساحة السياسية التي منعتهم صناديق الانتخابات من الوجود عليها، أن ينصبوا أنفسهم نوابًا عن الشعب ويتحدثوا باسمه ويقدموا عريضة لجلالة الملك لمناهضة ما يسمونه “التجنيس السياسي”؟ ويزعمون أن عريضتهم قانونية ومتقدمة وراقية وتسعى إلى مصلحة الجماهير؟
لقد نسى هؤلاء أن مجرد استخدام مصطلح “التجنيس السياسي” هو نقيصة في حد ذاته، لأنه يعطي معنى التخوين وعدم الثقة في المسؤول أو المسؤولين عن منح الجنسية البحرينية للأشخاص الراغبين فيها ممن تنطبق عليهم اللوائح والمعايير التي حددتها الدولة البحرينية. إن مجرد استخدام هذا المصطلح هو إعلان صريح عن الطائفية وحب الذات وإهانة علنية للقائمين على هذا الملف.
إذا كنت مخطئة فيما أقول فليتفضل أحد الثائرين الساعين إلى تسجيل نقاط انتخابية بشرح المقصود من هذا المصطلح، وليقل لنا لماذا التجنيس في البحرين دون غيرها وصف بالسياسي؟ ولماذا الإصرار على هذا المصطلح سيئ السمعة؟
لقد قال أحدهم إن رفض الديوان الملكي استلام عريضة الإثارة والتهييج التي يسمونها بعريضة مناهضة التجنيس (السياسي) يعد دلالة سلبية على واقع العمل السياسي في البلاد ويبعث مزيدًا من اليأس في نفوس الناس، وأن هذا الرفض هو رفض للأساليب القانونية في المطالبة بالحقوق...
ونحن نتساءل: أي أساليب قانونية تلك التي تعود بالعمل السياسي إلى الوراء وتسطو على دور المجلس المنتخب الممثل الحقيقي للشعب في قضية لها ضوابطها ولوائحها المعمول بها منذ سنوات؟ وكأنهم يقدمون مظلمة شخصية لمواطن يريد الحصول على وظيفة أو مساعدة؟
أي عمل سياسي هذا الذي يساوي بين قضية لها ضوابطها  كقضية التجنيس وبين مطالب آحاد الناس؟ وما هو عمل المجلس النيابي إذا كانت قضية التجنيس سترفع مباشرة إلى جلالة الملك من قبل مجموعة تزعم أنها تمثل الشعب البحريني؟
أنا أستخدم الفعل “تزعم” لأن 99 بالمائة من الجمعيات التي شاركت في هذه العريضة هي جمعيات لم تحصل على أي مقعد في البرلمان المنتخب، فأي شرعية وأي تمثيل هذا؟ أم أنهم يمثلون شعبًا آخر غير الشعب البحريني؟
إن تجاوز المجلس المنتخب لا يعد رقيًا ولا تقدمًا، كما زعم أحدهم، ولكنه يعد فوضى سياسية تهدف إلى إثارة الناس وإعطائهم طعمًا انتخابيًا جديدًا.
إن ما قام به أصحاب تلك العريضة هو نوع من الاستغفال الواضح للناس،لأنهم يعلمون أن مسألة مثل مسألة التجنيس لا تناقش بهذا الشكل، إلا في الدول التي لا تملك مؤسسات تشريعية منتخبة. وبما أن البحرين لديها مجلس نيابي يمثل الشعب، فإن تقديم هذه العريضة إلى جلالة الملك مباشرة وتجاهل هذا المجلس، هو تكتيك انتخابي ورغبة في اللعب بعواطف الناس وتحقيق بطولات وهمية.

زبدة القول
“تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، أو تخدع كل الناس بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت”.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .