العدد 362
الأحد 11 أكتوبر 2009
banner
توجيهات سمو رئيس الوزراء للدبلوماسيين
الجمعة 19 أبريل 2024

قد يغيب عن البعض أن البعثات الدبلوماسية لأي دولة في الخارج، هي من أهم أدوات تعميق انتماء مواطني هذه الدولة المتواجدين بالخارج،سواء كان تواجدهم هذا دائما أو مؤقتا.
 فالمواطن في الغربة يتوقع الكثير من طاقم العاملين في سفارة بلده،لأنه ينظر إلى هذا الطاقم ليس كمجموعة من الأفراد تتباين قدراتهم على العطاء وتتفاوت قدراتهم على الابتسام في وجهه،ولكنه ينظر إليهم على أنهم الدولة بكاملها.وبالتالي إذا وفق هذا الطاقم في خدمة المواطن في الخارج،فإن هذا المواطن حتما سيشعر بالرضا تجاه بلده كلها،وليس فقط السفارة وطاقمها.وهذا هو قدر البعثات الدبلوماسية.
لذلك فإن توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة ،رئيس مجلس الوزراء،خلال لقائه بقيادات وزارة الخارجية قبل أيام،هي أمر يثلج الصدور،لأنها تمس مسألة غاية في الأهمية،وتعكس اهتمام سموه الدائم بكل التفاصيل التي يمكن أن تسبب ضيقا للمواطن وتمس انتماءه لبلده.
ولاشك أن توجيهات سموه تضع الكثير من المسئولية على عاتق الدبلوماسي البحريني في الخارج ،مهما كان تخصصه،لأنه عضو في فريق مهمته بناء الصورة المشرقة لبلده ليس فقط في أذهان مواطنيها،ولكن لدى شعوب الدول الأخرى التي تعمل فيها البعثات الدبلوماسية.
ومن هنا تأتي أهمية ما تفضل به سمو رئيس الوزراء حول ضرورة العمل على تعميق العلاقات الطيبة بين البحرين وبين الدول التي يعمل بها هؤلاء الدبلوماسيون،من اجل تحقيق منفعة المملكة وعقد الاتفاقيات والتفاهمات في المجالات المختلفة ،الاقتصادية منها والثقافية والسياحية.
ولا يوجد أدنى شك أن السفارات من أهم الأدوات،إن لم تكن أهمها على الإطلاق في بناء الصورة الذهنية للدولة التي تمثلها في عقول شعوب الدول التي تعمل بها،وذلك من خلال الأنشطة التفاعلية التي تقيمها ومن خلال مشاركاتها في الفعاليات والأنشطة الموجودة، وينتج عن ذلك النجاح في توثيق التعاون مع شعوب وحكومات هذه الدول.
وأتمنى ألا أكون مخطئة إذا قلت أن مهمة البعثات الدبلوماسية البحرينية، في هذا الشأن،مهمة يسيرة نسبيا ،لأن هذه البعثات تمثل دولة وصلت منذ وقت طويل إلى ما يمكن أن نسميه بمرحلة الرشد السياسي،ونالت احترام العالم في كافة المجالات ،وعرف عنها احترامها للمواثيق الدولية وحبها للاستقرار والسلام.
وبناء عليه يمكننا أن نقول أن دور البعثة الدبلوماسية البحرينية يكاد ينحصر تقريبا في العمل على الحفاظ على متانة العلاقات البحرينية مع الدول الأخرى.
 
برقية أخيرة
في هذه المناسبة نأمل أن يفكر المسئولون في إمكانية إقامة سفارة للمملكة في بيروت،مع تقديم كل الاحترام والتقدير لفريق العمل في سفارتنا في دمشق وكذلك الموظفين المحليين في بيروت على ما يقومون به من جهد تجاه المواطنين المسافرين إلى بيروت، فمع زيادة عدد المسافرين إلى بيروت للدراسة والسياحة وغيرها،أعتقد أنه قد بات من الضروري التفكير في إقامة سفارة فيها.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية