العدد 348
الأحد 27 سبتمبر 2009
banner
فاروق والصهاينة
السبت 20 أبريل 2024

خلال الفترة التي سبقت الانتخابات الخاصة باختيار رئيس جديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة “ اليونسكو” قامت إسرائيل بجهود جبارة لتحول دون وصول فاروق حسني وزير الثقافة المصري إلى هذا المنصب ، فأقنعت دول معينة بترشيح منافسين لتقليل فرصة “ حسني” في النجاح ، وبلغ الجهد الصهيوني ذروته عندما أعلنت الولايات المتحدة – المنحازة دوماً لإسرائيل- أنها لن تقبل بالمرشح العربي رئيساً لليونسكو، ولم تكتف بهذا فقط ولكنها مارست ضغوطاً كبيرة على غيرها من الدول لتمنعها من التصويت له.
والحقيقة أن الموقف الإسرائيلي – الأمريكي من فاروق حسني ليس مبنياً فقط على كونه عربي مسلم ، كما هو الحال بالنسبة للدكتور محمد البرادعي ، ولكن هناك درجة كبيرة من الكره تحملها الدولتان لفاروق حسني كشخص، ليس فقط لأنه هدد بحرق الكتب اليهودية كما يقال وكما تم التركيز عليه من قبل الإسرائيليين والأمريكيين في دعايتهم المضاده له، ولكن هناك أيضاً قصة أخرى سمعتها من قبل:
ففي عام 1985 تنصتت المخابرات الإسرائيلية على مكالمة لمسئول مصري كبير علمت من خلالها أن مصر ستقوم بتهريب القيادي الفلسطيني “ أبو العباس” الذي قام بخطف سفينة إيطالية في البحر المتوسط وهي في طريقها إلى إسرائيل وقتل شخص إسرائيلي كان موجوداً عليها.
 وبعد أن استسلم “ أبو العباس” للسلطات المصرية في ميناء بورسعيد اتخذ المصريون قراراً بعدم إبقائه في مصر وقرروا تهريبه على متن طائرة مصرية وعدم تسليمه لإسرائيل. وركب “أبو العباس” الطائرة المصرية في تكتم شديد، ولكن بعد أن غادرت الطائرة سماء القاهرة اعترضتها طائرات أمريكية وأجبرتها على الهبوط في إيطاليا. فشعر المصريون بإهانة كبيرة بسبب هذا الموقف، فأعدوا خطة للرد على هذه الإهانة ، فعندما هبطت الطائرة المصرية في روما طلب المسئولون المصريون أن يسمح لهم بإرسال وفد مصري إلى داخل الطائرة ليعودوا بطاقم الطائرة ، ثم يتركوا المجال للأمريكيين للقبض على “ أبو العباس” ووافقت أمريكا وإسرائيل على المطلب المصري، وصعد الوفد المصري وعاد بالطاقم ، وعندما اقتحم الأمريكيون والإسرائيليون الطائرة لم يجدوا فيها “ أبو العباس” ولكنهم وجدوا فاروق حسني وزير الثقافة المصري.
وتفسير ذلك ان فاروق حسني عندما دخل الطائرة مع بقية الوفد المصري قام بإعطاء ملابسه “ لأبو العباس” ليمكنه من الهروب ضمن الوفد المصري وجلس بدلاً منه في الطائرة . فيا لها من صفعة لا تنسى ورد فعل بليغ على الإهانة .


 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية