العدد 334
الأحد 13 سبتمبر 2009
banner
“أنفلونزا الخنازير”
الخميس 28 مارس 2024

هل من لقاح عربي؟!
لا أحد ينكر أن الإجراءات الاحترازية الخاصة بالتصدي لأنفلونزا الخنازير جيدة في مطاراتنا العربية، بل وتتفوق على الإجراءات المماثلة في المطارات الأجنبية. والبحرين على وجه الخصوص تقوم بجهد كبير في هذا الشأن، وجهود وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ملموسة بلا شك هذه الأيام. وإذا كانت قد وقعت وفيات بسبب المرض فهذا لا يعني وجود أي قصور أو تثريب في الإجراءات الصحية الجارية لمواجهة المرض، فالوفيات تحدث في أي مكان في العالم.
وحتى الحالتان اللتان وقعتا في البحرين لم تكونا بسبب تقصير حكومي، ولكن بسبب عدم القدرة على التشخيص الصحيح بالمستشفيات الخاصة التي يجب عليها أن ترجح احتمال الإصابة على غيره من الاحتمالات عند فحصها للناس هذه الأيام، وأن تقوم بإعطاء الدواء الخاص بأنفلونزا الخنازير حتى من قبل ثبوت الإصابة كما يحدث في كل العالم.
وقد أثنت منظمة الصحة العالمية على جهود البحرين في التصدي للمرض، ونحن بدورنا نعرب عن ثقتنا الكبيرة في وزارة الصحة وكوادرها في هذا الشأن. ولكن الشيء الذي يشغلنا في القضية، خصوصًا مع قدوم العام الدراسي، أن الجهود العربية كلها، وليس في البحرين فقط، في مواجهة المرض هي جهود يمكن وصفها بأنها جهود إجرائية أو دفاعية إن صح هذا التعبير.
أما مسألة السعي لإنتاج لقاح في أي دولة عربية لمواجهة المرض في حالة تفشيه فهو أمرٌ لم نسمع عنه حتى الآن، في الوقت الذي تقوم فيه كثير من الدول الأجنبية بالعمل على قدم وساق لإنتاج لقاح إلى جانب الصين التي أنتجت هذا اللقاح بالفعل.
إن ما تفعله الدول العربية حتى الآن هو محاولة الحصول على اللقاح من الدول الأجنبية، وهذه المسألة لن تكون سهلة على الإطلاق؛ لأن الدول التي ستنتج هذا اللقاح ستقوم أولاً بحقن قطاع من مواطنيها من الفئات الأكثر احتمالاً للإصابة قبل أن تقوم بتعميمه على كل مواطنيها، ثم بعد ذلك تفكر في إعطائها لغيرها من الدول، ويمكن أن تلعب النواحي السياسية دوراً كبيراً في مسألة بيع اللقاح لدول بعينها، إلى جانب أن الصراع من أجل الحصول على اللقاح سيقلل من فرص الدول الفقيرة في الحصول عليه.
لهذا فإن حالة القلق والترقب تزداد لدى المواطن العربي أكثر من غيره، على الرغم من أن المرض في الأساس قادمٌ من بؤر موبوءة خارج العالم العربي.
والحقيقة أن هناك أسئلة كثيرة أتمنى لو أن وزراء الصحة العرب والمسؤولين عن قطاعات الصحة والبحث العلمي، يجيبون عليها، من بين هذه الأسئلة: أليس في إمكان بعض الدول العربية أن تقوم بإنتاج لقاح بشكل محلي يؤمن شعوبها وشعوب الدول الشقيقة؟ ألا يوجد علماء عرب مستعدون لإنتاج لقاحات بشكل محلي؟ ألا يوجد المال الكافي الذي يمكن تخصيصه من خلال الجامعة العربية لإنجاز مشروع كهذا لتأمين الأحوال الصحية لهذه الأمة؟
سمعنا كثيراً أن العلماء المصريين توصلوا للقاح لأنفلونزا الطيور، وسمعنا أن علماء سعوديين توصلوا للقاح لأنفلونزا الخنازير... فأين هذه النتائج؟ وما الذي وصلت إليه حتى الآن؟ وهل كوريا الجنوبية التي قررت إنتاج اللقاح محلياً أكثر قدرة من مصر والسعودية وغيرهما من الدول العربية على خوض هذه التجربة؟
أنا لا أعتقد هذا، فالعلماء موجودون، والتمويل موجود... فلماذا لا نقوم بإنتاج لقاح محلي بدلاً من انتظار الدول الأخرى، تعطينا أو لا تعطينا؟!

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية