وصلت التصريحات الانتخابية اللبنانية إلى أبعد مدى بالتصريح المدوي لزعيم حزب الله حسن نصر الله الذي نشرته وسائل الإعلام ، حيث قالت هذه الوسائل أن نصر الله” أكد” استعداد إيران لتسليح الجيش اللبناني بالطائرات والصواريخ لتقويته في مواجهته إسرائيل إذا ما فاز نصر الله وحلفاؤه في الإنتخابات النيابية اللبنانية .
ونقلت الصحف عن نصر الله قوله:” لا أحد ينتظر أن تأتي إيران لتسليح الجيش ولكن أي حكومة تذهب إلى إيران وتقول نريد تسليح الجيش، ما أعرفه أن إيران وعلى رأسها الإمام الخامنئي لن تبخل على لبنان بتسليح الجيش بلا شروط”.
وتعليقنا هنا ليس على الغموض والتناقض بين فقرتي الخبر الذي قرأناه في صحيفة بحرينية ، حيث الفقرة الأولى من الخبر تربط عملية تسليح الجيش بنجاح حسن نصر الله ورفاقه في الإنتخابات،  والفقرة الثانية تقول أن إيران مستعدة لتسليح الجيش اللبناني بدون شروط.
ليس هذا التناقض هو موضوعنا على أية حال، ولكن التصريح يقودنا إلى أسئلة عديدة مشروعة، فعلى أي أساس ستقوم إيران بتسليح الجيش اللبناني وتقويته؟! .. هل سيكون هذا التسليح النوعي للجيش اللبناني التابع للدولة اللبنانية أم لحزب الله أم للاثنين معاً؟
لو كان الهدف هو تقوية جيش الدولة اللبنانية لوضع حزب الله كل إمكانياته البشرية والتسليحية تحت إمرة هذا الجيش ولما طلب هذا الحزب أن يكون له شبكة إتصالات خاصة به بعيداً عن الدولة !!
لماذا لم تقم إيران بتسليح الجيش اللبناني في عام 2006 عندما تحولت بيروت إلى ركام؟!
الحقيقة أن إيران لا تسلح الدول، ولا تدخل مطلقاً من هذا الباب لأنه لا يناسبها ولأنه سيؤدي إلى صدام لا تريده بين الأهداف المعلنة والأهداف غير المعلنة لها، والمقصود بالأهداف المعلنة بطبيعة الحال هو دعم المقاومة ، أما الأهداف غير المعلنة، فلا داعي لذكرها الآن.
إيران تدخل دائماً من الباب الخلفي ، فتدعم فصيل لتجعل منه فرعاً لها تحت رئاسة وكيل معتمد في هذه الدولة أو تلك، وتسعى دوماً لفتح أفرع جديدة في الدول العربية على نحو خاص.
هذا الإصرار الإيراني على الدخول من الباب الخلفي له هدف معروف وهو  السعي لفعل الشيء ونقيضه على حسب الظروف وليس على حسب المبادئ والشعارات المرفوعة.
والحقيقة أن إيران ناجحة بإمتياز في هذه السياسة ، لأن رجالها المعتمدين خارج الحدود الإيرانية غاية في الإخلاص لها!