عندما أعلن عن فوز السيدة لطيفة القعود بمقعد في مجلس النواب البحريني كان خبراً كبيراً وحادثاً هاماً على طريق نضال المرأة البحرينية من أجل الارتقاء بنفسها، وكان هذا الفوز وغيره من نجاحات أخرى ثمرة لجهود راعية المرأة وصانعة تقدمها في هذه الأيام سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
وفي الحقيقة ،  ودون تحيز، كان لابد أن تكون أول نائبة برلمانية في الخليج العربي بحرينية لأسباب الكل يعلمها حيث التعليم والانفتاح والإشعاع الفكري بدأ من هنا، من البحرين.
أما فوز أربع من النساء بمقاعد في مجلس الأمة الكويتي فهو أمر جدير بالدراسة حقاً، فقبل أشهر تقريباً ، ورغم الحملة الكبيرة التي أطلقتها الناشطات الكويتيات فشلت المرأة الكويتية أو أُفشلت تماماً في الوصول إلى البرلمان.
فما هو الجديد إذن؟ هل تغيرت عقول الناس وأفكارهم وأيدلوجياتهم خلال هذا الوقت القصير؟ هذه أسئلة كلها مشروعة؟ فقد نفهم أن تفوز إمرأة أو امرأتان في إنتخابات خليجية ، ولكن أن تفوز أربع نساء فهذا أمر جدير بالدراسة فعلاً.
أنا بطبيعة الحال لا أقلل من كفاح ونشاط المرأة الكويتية، فهو واضح ومعروف للجميع، ولكني أخشى أن يكون هذا الفوز الكبير لها وتحول المسألة من فشل تام إلى نجاح باهر ناتج عن ظروف غير طبيعية ونحن لا نرجح سبباً أو أسباباً بعينها لهذا الإنقلاب، ولكن هناك أسئلة كثيرة تحتاج إلى توضيح: فهل كان فشل العملية السياسية الكويتية المتكرر وحل مجلس الأمة على خلفية الصراع البرلماني الحكومي سبباً لإحداث درجة من  اليأس لدى الناخبين الكويتيين جعلتهم يحجمون عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع رغم مشاركة كل القوى السياسية في هذه الإنتخابات؟
وهل علمت الناشطات الكويتيات بتلك الظروف مقدماً وقمن ببناء حملتهن الانتخابية وتحركهن على هذا الأساس؟ ونحن نطرح هذا الأسئلة من قبيل الخوف من المستقبل إذا كان نجاح المرأة الكويتية سببه الوحيد هذه الظروف غير الطبيعية دونما تغير حقيقي في فكر المجتمع الذكوري، فقد تحدث ردة مستقبلية عندما يعود المجتمع إلى الوضع الأصلي، وهذا ما لا نتمناه بطبيعة الحال، ولكن على المرأة الكويتية ، وبخاصة النائبات الأربع إنتهاز هذه الفرصة التاريخية التي ربما لا يجود الزمان بمثلها والعمل على خدمة المجتمع وإحداث أثر ملموس لوجود المرأة داخل البرلمان للمساعدة في إحداث التغيير الحقيقي في فكر المجتمع لضمان البقاء في البرلمان بل والتطلع إلى مواقع أخرى. وكل التوفيق للمرأة الكويتية .