العدد 226
الخميس 28 مايو 2009
banner
امرأة وعشرون رجلاً..
الخميس 18 أبريل 2024

وصلت دراما سوزان تميم وهشام طلعت مصطفى ومحسن السكري إلى ذروتها بحكم الإعدام الذي أصدره القضاء المصري على  الرجلين. ولا تعليق على أحكام القضاء ، خاصةً أن القضاء مصري والمتهمون مصريون والقتيلة لبنانية ، والقتل هو القتل حتى وإن كان القاتل من قبل قديساً، وحتى وإن كان القتيل من قبل فاسدا أو داعر.
ولكن التعليق هنا هو على أحداث هذه القصة التي تصلح أن تكون فيلماً سينمائياً. وأول شيء يستحق التعليق في دراما “سوزان تميم” هو أن كل أطرافها رجال” ماعدا سوزان طبعاً”. فبالإضافة إلى هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري، هناك آخرون كثر. لم يكن أحد يعرفهم إلا بعد أن قـتلت وأُعلن عن ثروتها الكبيرة التي تقول الصحف أنها تبلغ 50 مليون دولار” اللهم لا حسد” ، هناك عبدالستار تميم والد القتيلة ، وعادل معتوق زوجها، ورياض العزاوي زوجها الثاني أو زوجها الأول مكرر، لأن كلمة الثاني هنا تعني أن الأول طلقها أو هي طلقته أو هو انتقل إلى الرفيق الأعلى، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث ، فالرجل ، أي الزوج الأول حيٌ يرزق ويصر على أنه زوجها حتى الآن وهو ما يصطدم مع إصرار رياض العزاوي وقسمه بأغلظ الأيمان أنه الزوج الوحيد.
وعلى أية حال هذه مسألة سيتم حسمها عن طريق القضاء الذي لا يعرف سوى الأوراق والأدلة، خاصةً أن هناك شخصاً آخر ثالث “ربما يكون زوج أول مكرر” أيضاً وهو هشام طلعت مصطفى نفسه الذي انشغل الناس بدوره الأخير في الدراما فقط وهو كونه أُتهم بقتلها، ونسوا سؤالاً مهماً وهو: كيف كانت تعيش سوزان تميم معه قبل أن تنتقل للرفيق الأعلى؟!
إذن مسألة تعدد الأزواج هذه يمكن حلها فقط إذا استطاع أحد الزوجين “الأول مكرر أو الأول مكرر” أن يثبت أن الآخر قد طلقها، ما لم يظهر زوجٌ آخر لا قدر الله ويثبت أنه هو الآخر زوج أول مكرر!!!
أما بقية أصحاب الأدوار الفرعية في هذه الدراما، فهم جميعاً من الرجال أيضاً ، ونقصد هنا المحامين . فللصدفة البحتة قرأنا في الصحف أن كل طرف من الأطراف الثلاثة الذين يدعون وصلاً بسوزان حتى الآن وهم الأب والزوج الأول مكرر ، والزوج الأول مكرر قد استعان كل منهم بمحام رجل وهو ما فعله هشام طلعت ومحسن السكري من قبلهم لتصبح هذه الدراما امرأة وعشرون رجلاً على الأقل.
وفي النهاية : إنه المال أيها الإخوة الكرام... المال أولاً ، والمال ثانياً ، من أول الدراما وحتى الآن. ولكم أن تفكروا هنا في معنى كلمة “أولاً” وفي معنى كلمة “ثانياً” بعمق ولربما يكون هناك ثالثاً ، فالدراما لم تنته بعد وتفكروا في: ماذا باع هؤلاء الرجال وماذا اشتروا؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية