العدد 2600
الجمعة 27 نوفمبر 2015
banner
تداعيات إسقاط تركيا الطائرة الروسية؟ د.محمد المحاسنه
د.محمد المحاسنه
تحليل إخباري
الجمعة 27 نوفمبر 2015


على الأرجح ان تركيا لم تنفذ أمرا أطلسيا في إسقاطها الطائرة الروسية يوم الثلاثاء الماضي، وأن قرار إسقاطها كان تركيا خالصا، لكن هذه الحادثة لا يمكن استبعادها خارج إطار ما حصل بعد تفجيرات باريس الأخيرة، حيث أفضت تلك التفجيرات إلى قرار دولي صدر عن مجلس الأمن وبناء عليه فإن حربا عالمية أو شبه عالمية يجري التحضير لها من اجل الوصول الى حسم ونهايات للأزمة السورية، وكل ذلك سيتم تحت عنوان القضاء على تنظيم الدولة، الغرب وبعد التفجيرات مباشرة أدخل نفسه وعلى الخصوص بلجيكا في حالة حرب مبكرة، يسعون الآن لإيجاد المبرر الذي من خلاله ستخلط الأوراق في سوريا بحيث يضطر كل من يحارب على الأرض السورية إلى الانضمام الى الحلف الدولي لخوض تلك الحرب أو يجد نفسه في صف آخر ضد الشرعية الدولية وضد الغرب على العموم، وعلى الأرجح ان تركيا فهمت اللعبة التي يجري التحضير لها واختارت مبكرا ان توجه اللطمة الأولى الى روسيا التي ستتبعها لطمات متنوعة إن لم تتوحد روسيا بأهدافها في سوريا مع الغرب، وربما ايضا سقطت الطائرة الروسية نتيجة تحرش روسي مبالغ فيه وكان هدف روسيا منه جس النبض ومعرفة مدى جدية حلف الاطلسي فيما يخطط له وروسيا أيضا تعرف أبعاد ما يخطط له غربيا بعد تلك التفجيرات، وتركيا من جهتها تفهم اللعبة جيدا فقررت أن تكون بحجم هذه اللعبة وأن تكون لاعبا رئيسيا فأسقطت الطائرة الروسية.
لن تترتب على اسقاط الطائرة الروسية حرب تشنها روسيا على تركيا ولن تتعدى ردود الافعال الروسية حدود الكلام والتذكير بأن ما حصل سيكون له تأثير على العلاقات بين تركيا وروسيا.
الحرب القادمة مطلع الصيف القادم ستشمل الأراضي السورية والعراقية وربما تكون لإسرائيل خلالها حربها الخاصة ضد الفلسطينيين وعلى الأرجح من اجل فرض حلول احادية الجانب، لكن إذا انضمت روسيا الى الحلف الغربي الدولي وتقاسمت مع الغرب الادوار ومناطق النفوذ فعلى الارجح فإن ايران ستخسر ما تخطط له في سوريا وربما امكن القول عندئذ إن النظام السوري أصبح هدفا للإسقاط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية