العدد 2298
الخميس 29 يناير 2015
banner
التسوية أو التصفية المحتملة للقضية الفلسطينية؟ د.محمد المحاسنه
د.محمد المحاسنه
تحليل إخباري
الخميس 29 يناير 2015

إذا كانت إسرائيل هي التي تعطل المفاوضات مع الفلسطينيين، وإذا كانت هي التي تمارس الإجراءات احادية الجانب للوصول الى نهايات هي ترضاها بغض النظر عن الجانب الفلسطيني، فإن ما تمر به المنطقة الآن وفي هذه الحقبة التاريخية قد يلفت نظر الإسرائيليين الى وجود فرصة سانحة لفرض حل تصفوي على الجانب الفلسطيني معتمد على ما لحق بالعمق العربي للقضية الفلسطينية من ترهل أسهم في تفاقم ذلك تفكك النظام العربي وما تتعرض له الأمة في هذا الأوان من هجمة شرسة هدفها إعادة تقسيم مناطق النفوذ على انقاض اتفاقية سايكس بيكو.
لأول مرة تتحدث اصوات يمينية داخل اسرائيل عن امكانية مقايضة أراض بأراض مع الفلسطينيين، ويقصد الاسرائيليون بمقايضة الأراضي التخلص من المناطق ذات الكثافة العددية من السكان الفلسطينيين داخل المناطق التي تريد الاحتفاظ بها اسرائيل مقابل اراض اخرى من المفروض ان تكون للجانب الفلسطيني نتيجة اية تسوية وكل ذلك منظور اليه تبعا لمسارات الجدار العازل الذي بنته اسرائيل.
ودلائل ان التسوية التي تريدها اسرائيل دخلت دائرة التفكير الإسرائيلي هو الهجوم الأخير على غزة وما يحضر له القطاع من حصار قد يصل الى الإغلاق التام المهلك وهذا كله من اجل تحييد حماس عن ان تكون هي صاحبة القول الفصل في موافقة الفلسطينيين من عدمها على التسوية المنتظرة، وقد لا يكون القتال بعيدا من الآن على الجبهة اللبنانية لنفس السبب والغاية.
اليمين الإسرائيلي الحاكم في اسرائيل قد تكون التلميحات الصادرة عنه الآن بشأن احتمالات التسوية النهائية مع الفلسطينيين لها علاقة بالانتخابات القادمة في اسرائيل ويريد ان يطرح نفسه بأنه الاقوى في الرد على من يهدد اسرائيل من خلال العمليات والحروب ويريد ان يروج لنفسه الآن ان السلام معه محتمل ايضا ولكن حتى لو كان هذا موجودا ومن ورائه فائدة انتخابية لنتنياهو فإن الوقت الذهبي لتسوية او تصفية تبحث عنها اسرائيل هو هذا الوقت مما يجعل الاحتمالات واردة على جدية التلميحات.
بقي شيء واحد ربما لم يرد في ذهن الإسرائيليين أو ورد ولكنه لم يحسب بشكل صحيح وهو موضوع القدس نقول لهم على الأرجح ان جهودكم ومحاولتكم تصفية القضية الفلسطينية ستتحطم في النهاية على صخرة القدس الشريف فمن يستطيع التنازل عن القدس لكم؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية